سادت حالة استنفار غير مسبوقة لدى السلطات الإقليمية والمحلية والدركية والأمنية، والأجهزة الموازية في الجديدة، عقب حادثة سير مأساوية، وقعت فصولها الدموية، صباح اليوم الأربعاء، على الطريق السيار الرابط بين الجديدة والدارالبيضاء. وخلفت الحادثة، في حصيلة مؤقتة، مصرع 8 ركاب، وإصابة 32 مسافرا بجروح خطيرة، كانوا جميعا على متن حافلة لنقل الركاب. وعلمت الجريدة أن حافلة لنقل المسافرين، كانت انطلقت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، من مدينة تزنيت، في طريقها إلى الدارالبيضاء، مرورا عبر أكادير وآسفي. وعندما وصلت الحافلة إلى عاصمة دكالة، عرجت على الطريق السيار. غير أن رحلتها لم تكتمل، بعد أن فقد السائق السيطرة على القيادة، بسبب الإرهاق الذي نال منه. ما جعل الحافلة تنقلب عند المقطع الطرقي الرابط بين اثنين شتوكة والبئر الجديد. حيث لقي 6 ركاب مصرعهم في عين المكان. وهرع إلى مسرح حادثة السير، العقيد عبد المجيد الملكوني، قائد القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، والقبطان أنور أمان، قائد سرية الدرك بالجديدة، بمعية تعزيزات دركية. ووجد المتدخلون الدركيون ورجال الوقاية المدنية الذين جرى إيفادهم من ثكننتي الوقاية المدنية بالجديدة وأزمور، صعوبات في الوصول إلى مكان حادث المرور، نظرا للاكتظاظ الهائل للعربات على الطريق السيار الرابط بين الجديدة والدارالبيضاء. وقد انتشل رجال الدرك والوقاية المدنية جثت 6 ضحايا، وكذا، 32 مصابا، من تحت أنقاض حافلة نقل المسافرين، التي تحطمت كليا. حيث جرى نقل المصابين تباعا، وصفت حالات جلهم بالبليغة، على متن سيارات الإسعاف، إلى المركز الاستشفائي الإقليميبالجديدة، وكذا الى المستشفى المحلي بأزمور. وقد قضى ضحيتان آخران نحبهما لاحقا في المستشفيين. فيما أودعت السلطات الصحية والدركية والأمنية، جثت 8 ضحايا في مستودع حفظ الأموات بمستشفى محمد الخامس، في غياب تشغيل مستودع حفظ الأموات البلدي بالجديدة، والذي ظلت أبوابه مصفدة، لما يناهز عقدين من الزمن، بعد أن تعرضت ثلاجته للسرقة، في ظروف غامضة. وحسب مصدر مطلع، فإن حصيلة القتلى، مرشحة للارتفاع، جراء الإصابات البليغة في صفوف ركاب الحافلة، والذين مازالوا يخضعون للعناية الطبية المركزة، داخل الأقسام والمصالح الصحية بمستشفى محمد الخامس، تحت الإشراف الفعلي لمدير المستشفى الدكتور رضوان بوساسي، والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة مصطفى بوطرادة، وطاقم طبي يتكون من عدة أطباء وممرضين. ونظرا لهول حادثة السير المأساوية، فقد انتقل عامل إقليمالجديدة معاد الجامعي، وممثلو السلطات الإقليمية والمحلية والأمنية، على رأسهم باشا المدينة، إلى المركز الاستشفائي الإقليميبالجديدة، للوقوف على سير عملية الإسعافات والعلاجات، التي تعطى للضحايا. وقد عرف مستشفى محمد الخامس حالة استنفار قصوى، وكذا، فوضى غير مسبوقة، بعد أن اكتظ بالعشرات من الوافدين عليه، من أسر وأقارب الضحايا، وعموم المواطنين، والمتدخلين، والسلطات.