شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، انطلاق الدورة الثالثة من "الأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل" في موضوع : "تطوير النظام الصحي في إفريقيا " بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء من مختلف دول القارة. اللقاء شكل منصة استراتيجية لمناقشة رهانات الاستقلال الاقتصادي والصحي لإفريقيا، واستشراف سبل بناء نموذج تنموي جديد، متكامل ومستدام. * الاستثمار في الإنسان: أولوية القارة هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، شدد على أن إفريقيا أمام فرصة تاريخية لإعادة صياغة نموذجها الاقتصادي، مشيراً إلى أن الرأسمال البشري يمثل ركيزة هذا التحول. كما دعا إلى تكثيف الجهود في مجال التكوين المهني، خاصة في القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا والصحة، ودعم ريادة الأعمال عبر حاضنات جهوية ومنصات رقمية مبتكرة. وأكد على ضرورة تحقيق عدالة ترابية في توزيع فرص الشغل، مبرزاً أهمية التعاون متعدد الأبعاد بين الدول والتخصصات، ومستحضراً الخطاب الملكي بأبيدجان سنة 2016 الذي أسس لشعار "إفريقيا تثق في إفريقيا" كمرجعية جديدة للعلاقات القارية. * الصحة كشرط للسيادة خالد آيت الطالب، وزير الصحة السابق، الذي تم تكريمه خلال اللقاء، أكد بدوره أن إفريقيا لن تحقق أمنها المستقبلي إلا من خلال سياسة صحية جماعية، قائمة على التضامن والاستباق، قادرة على التصدي للأزمات الصحية العابرة للحدود. * تأخر في التنمية رغم وفرة الموارد محمد خريس، مدير الفعالية ورئيس مختبر الأداء والتنافسية بجامعة محمد الخامس، نبه إلى التناقض البنيوي الذي تعيشه القارة، حيث تملك وفرة في الموارد الطبيعية ورصيداً بشرياً شاباً، لكنها تعاني من مؤشرات تنمية منخفضة. واعتبر أن السبب الجوهري يكمن في ضعف الرأسمال البشري، مشيراً إلى تفشي سوء التغذية، تدني مستوى الرعاية الصحية، محدودية التعليم، وانعدام الأمن. ودعا إلى إعادة ترتيب الأولويات، بوضع الصحة والتعليم والأمن الغذائي والحماية الاجتماعية في صدارة السياسات العمومية. * إشادة بدور المغرب الإقليمي جوستين كوليديالي كيليم، المستشارة الخاصة ببوركينا فاسو، نوهت بالدور الذي يلعبه المغرب في مجال تعزيز الصحة والحماية الاجتماعية على مستوى القارة، معتبرة أن الرأسمال البشري لا يمكن بناؤه دون تعليم وصحة قويين، ومرتكزين على الابتكار والتكنولوجيا. * الصحة رافعة مركزية للتنمية من جانبه، أكد سانغاري مامودو، المدير الإقليمي للصحة في كوناكري، أن هذه الدورة تندرج ضمن جهود شاملة لتعزيز الاستثمارات في الصحة كركيزة محورية لتحقيق التنمية الشاملة. وأكد أن اللقاء يشكل مناسبة لتبادل الرؤى والخبرات بين الفاعلين في القارة. * رهانات الدورة الدورة، الممتدة ليومي 8 و9 أبريل، تركز على: -تطوير الأنظمة الصحية -دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص -تشجيع الابتكار والرقمنة -تعزيز التعاون الإفريقي والدولي -معالجة تحديات التمويل والحكامة -تنظيم السوق الصيدلانية وتطوير الصناعات الصحية * دعم وازن من الشركاء تحظى هذه التظاهرة بدعم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والوكالة المغربية للتعاون الدولي، إضافة إلى شركاء أكاديميين من داخل وخارج المغرب.