كشفت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، المعروفة ب"الفاو"، أنها رصدت على مدار شهر يناير الماضي، أعدادا من الجراد البالغ والناضج والمعزول بالمغرب، وتحديدا بطول وادي درعة بالقرب من الزاك، ثم بفم الحصن وطاطا. وضمن النشرة التي تصدرها بشكل شهري، توقعت "الفاو" استقرار الأسراب المعزولة والبالغة من الجراد الصحراوي بجنوب جبال الأطلس بالمغرب، واصفة الأعداد التي تم رصدها ب"القليلة"، فيما لم تنفِ "حدوث تكاثر ربيعي على نطاق محدود ببعض الأماكن". وأوردت نشرة "الفاو" أن "منسوب التساقطات المطرية التي عرفتها هذه المنطقة كانت قليلة خلال شهر يناير من السنة الجارية؛ وهو ما يوازيه وجود نباتات خضراء بمناطق متفرقة ومحدودة بدول المنطقة، خصوصا المغرب، وهو ما تجسد على طول وادي درعة". وانطلاقا من معطياتها المحينة، أكدت المنظمة "استقرار حركية وتكاثر الجراد الصحراوي بالمملكة"، على الرغم من أنها أكدت خلال الأشهر الماضية، خصوصا نونبر، عدم رصدها لأية حركية، بالموازاة مع تأكيدها على رصد بعض دول المنطقة لتكاثر هذه الحشرات. وفي مقابل ذلك، نبهت الهيئة الأممية إلى استمرار انتشار الجراد الصحراوي على مدار شهر يناير الماضي بمناطق مختلفة من القارة الإفريقية، من ضمنها دول تنتمي إلى المنطقة المغاربية أو المنطقة الأطلسية، خصوصا مع تكاثر الجيل الثاني منها خلال فصل الشتاء الجاري. وتوقف المصدر نفسه عند "وجود أسراب متفرقة من الجراد البالغ بالجنوب الجزائري وشمال مالي"، منبها إلى أن "احتمال هطول الأمطار في المستقبل سيساهم في تكاثر هذه الأصناف بمحيط السودان والمملكة العربية السعودية ومصر، كما يتوقع أن تظهر مجموعات جديدة بشمال تشاد والنيجر وجنوب الجزائر". وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يتوفر على مركز وطني لمكافحة الجراد، يقع في مدينة إنزكان بجهة سوس ماسة، والذي يختص بمتابعة أي مستجدات حول هذه الظاهرة والتدخل عند الحاجة، كما حدث سنة 2023 بمنطقة طاطا التي شهدت آنذاك هجوما للجراد على المحاصيل الزراعية للفلاحين بحوض وادي درعة. ويشار أيضا إلى أن المغرب يتبنى مقاربة استباقية من أجل منع تفشي الجراد ووقف زحفه، وهو الأمر الذي يكتسي أهمية بالغة، إذ يساهم في حماية للفلاحين وكذا الزراعات والأشجار المثمرة التي تعاني أصلا من الجفاف.