تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش، بالتنسيق مع نظيرتها في مدينة أسفي، من إحباط عملية تهريب دولية ضخمة شملت 9 أطنان و800 كيلوغرام من مخدر الشيرا. العملية، التي نُفذت مساء الثلاثاء 21 يناير 2025، بناءً على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أسفرت عن توقيف ستة أشخاص، من بينهم عون سلطة ومنتخب جماعي سابق، كانوا يستعدون لتنفيذ التهريب عبر المسالك البحرية. هذه القضية أثارت جدلاً واسعاً حول تداخل الفساد السياسي بالأنشطة الإجرامية، حيث أشار محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، في تدوينة على موقع "فيسبوك"، إلى خطورة هذه الممارسات التي وصفها بأنها "اختراق سياسي من طرف تجار المخدرات ومبيضي الأموال". وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي يتداخل فيها الفساد مع السياسة، مذكّراً بقضية "إسكوبار الصحراء"، التي لا تزال أصداؤها تتردد في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وأكد الغلوسي في تدوينته أن الفساد يشكل تهديداً للأمن والاستقرار، حيث يُعد بيئة خصبة لنمو العصابات العابرة للقارات والإرهاب والانفصال. وأضاف أن الجهود الأمنية وحدها لا تكفي للتصدي لهذه التحديات، داعياً إلى تفعيل إرادة سياسية قوية لمكافحة الفساد، وتوفير الأطر القانونية والمؤسساتية التي تُسهم في تخليق الحياة العامة ووضع حد للإفلات من العقاب. العملية الأمنية، التي أظهرت يقظة الأجهزة المغربية، تُسلط الضوء على الحاجة إلى تعاون بين الجهود الأمنية والقوانين الصارمة للحد من هذه الجرائم التي تهدد مستقبل التنمية والسلم الاجتماعي.