في تصريح لافت خلال مشاركته في منتدى "دافوس" الاقتصادي اليوم الخميس، أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رغبته الملحة في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا. وأكد ترامب أن هذا السعي لا ينبع من اعتبارات اقتصادية، بل من ضرورة إنسانية ملحة لوقف إزهاق ملايين الأرواح. وأشار ترامب إلى أنه يطمح إلى تعاون دولي لوقف النزاع، موضحًا أن للصين دورًا كبيرًا يمكن أن تلعبه في هذا السياق. وقال: "لقد كانت لدينا دائمًا علاقات ممتازة مع الصين، وأتطلع إلى تعاون مثمر معهم. يمكن للصين أن تمارس تأثيرًا كبيرًا على الوضع، ونتطلع أيضًا إلى تعاون مستقبلي مع روسيا". وأضاف أن أوكرانيا بدورها أبدت استعدادها للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، مشددًا على أن الصراع لم يكن ليحدث لو كان لا يزال رئيسًا. على الجانب الروسي، رأى الفيلسوف وعالم السياسة ألكسندر دوغين أن ترامب قد لا يضع حل النزاع الأوكراني على رأس أولوياته، مشيرًا إلى أنه يواجه قضايا داخلية وخارجية أكثر إلحاحًا. وصرح دوغين لوكالة "ريا نوفوستي" بأن تأجيل ترامب لحل الأزمة يعود إلى طبيعته البراغماتية واهتمامه بملفات مثل الهجرة، الفساد، والعلاقات التجارية مع أوروبا والصين، بالإضافة إلى قضايا مثل ضم كندا وغرينلاند. كما أوضح دوغين أن تصريحات ترامب حول إمكانية إنهاء النزاع في غضون 24 ساعة ما هي إلا جزء من خطاب سياسي استعراضي، معتبرًا أن الأزمة الأوكرانية تتجاوز نطاق المواجهة بين روسياوأوكرانيا لتصبح صراعًا بين القوى الليبرالية العالمية وروسيا، باستخدام القوات الأوكرانية كأداة في هذا النزاع. يُذكر أن ترامب كان قد أشار في تصريحات سابقة إلى قدرته على إنهاء الحرب الأوكرانية بسرعة قياسية، إذ نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب وجه مبعوثه الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، للعمل على إنهاء الصراع خلال 100 يوم. هذا، وتعكس هذه التصريحات تعقيد الأزمة الأوكرانية، حيث تتداخل فيها المصالح الدولية، من بينها العلاقات الأمريكية-الصينية، والتنافس الروسي-الغربي. وبينما يروج ترامب لقدراته التفاوضية، يبقى الموقف الروسي متحفظًا، مما يجعل مستقبل هذه الحرب رهينًا بمدى تجاوب الأطراف الدولية مع مبادرات كهذه.