يوم الأحد الماضي التقى في برلين وزيرا خارجية أوكرانياوروسيا بعد أن ذكر مسؤولون في كييف أن القوات قد دمرت جزءاً من طابور عسكري روسي، ما أثار نفياً في موسكو واندفاعاً من قبل المستثمرين نحو السندات الحكومية. ومن المتوقع أن يعقد وزير الخارجية الأوكراني «بافلو كليميكين» ونظيره الروسي «سيرجي لافروف» محادثات مع نظرائهما في ألمانيا وفرنسا لتخفيف حدة الأزمة. كما يتبادل جيران الاتحاد السوفييتي السابقون الاتهامات حول تعطيل قافلة المساعدات الإنسانية القادمة من موسكو وسط القتال الدائر بمدينتي «دونيتسك» و«لوهانسك» بشرق أوكرانيا. ومن المقرر أن تستمر المحادثات بين الجانبين والصليب الأحمر الدولي، الذي طلب منه الإشراف على التسليم، يوم السبت. ومن جانبها، ذكرت «أوتيليا داند»، محللة بوحدة الاستخبارات الاقتصادية بلندن، والمتخصصة في شؤون أوروبا الشرقية، أنه «لا يزال من المستبعد التوصل لحل سريع للأزمة». وأضافت أن «الجولة الجديدة من المباحثات في برلين قد تجلب في أحسن الأحوال انفراجاً طفيفاً، وربما تفادي المزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة». وقد استمر القتال على طول الحدود يوم السبت الماضي، ما دفع 17 جندياً أوكرانياً للفرار إلى روسيا من دون سلاح لتجنب تعرضهم للقتل، كما ذكرت وكالة »ريا نوفوستي« الروسية للأنباء، نقلا عن المتحدث باسم حرس الحدود بجهاز الأمن الفيدرالي. وذكر انفصاليون أن خمسة أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم بسبب القتال الدائر في »دونيتسك« والمدن المجاورة يوم السبت، بحسب ما ذكرت وكالة «نوفوستي». وقال المتحدث العسكري الأوكراني »أندريه ليسينكو« في تصريحات صحفية في «كييف» أن ثلاثة جنود أوكرانيين قد قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بالإضافة إلى إصابة 13 آخرين. وأضاف «ليسينكو» أن «الوضع لا يزال صعبا على الحدود الأوكرانية- الروسية في مناطق لوهانسك ودونيتسك». وكرر تأكيد أوكرانيا على أنها دمرت جزءاً كبيراً من قافلة عسكرية قادمة من روسيا. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن اللواء «إيجور كوناشنكوف»، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، قوله إنه لا يوجد أي طابور عسكري دخل أوكرانيا من روسيا. وأضاف المتحدث الروسي يوم الجمعة أن تعليقات أوكرانيا تستند إلى «أوهام» ولا يجب أن تكون «موضوعاً لمناقشات جادة». ومن جانبها، ذكرت «ماريا زاخاروفا»، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، عبر الهاتف أن تصريحات أوكرانيا بشأن حجم القافلة المسلحة تهدف إلى «الاستفزاز» وتأتي في إطار «حرب المعلومات». وأضافت أن الحكومة في كييف تسعى إلى تأجيج الصراع وتوريط روسيا فيه. وعلى الصعيد الاقتصادي، تراجعت الأسهم العالمية، وعززت سندات الخزانة مكاسبها، حيث فاقت التوترات المتصاعدة في أوكرانيا حالة التفاؤل بشأن تحفيز البنك المركزي. كما قلص الذهب خسائره، وارتفع الين وسط تزايد الطلب على أصول تمثل ملاذاً. وقد بلغ الصراع مرحلة حاسمة مع الجهود التي تبذلها القوات الحكومية الأوكرانية لطرد المتمردين الموالين لروسيا من معاقلهم في لوهانسك ودونيتسك. كما أن أوكرانيا لديها معلومات مفادها أن المتمردين قد يحاولون مغادرة منطقة النزاع قريباً. الحكومة الأوكرانية ترى منذ شهور أن المتمردين في مناطقها الواقعة أقصى شرق البلاد يحصلون على الدعم من روسيا، بما في ذلك نيران المدفعية. وفي المقابل ترى روسيا أن أوكرانيا كثفت نشاطها العسكري لعرقلة إيصال المساعدات. وفي غضون ذلك أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي »أندريس فوغ راسموسن« في كوبنهاجن يوم الجمعة الماضي، إلى أن روسيا قامت »بالتوغل« في أوكرانيا، وأن التحالف العسكري يرى استمرار تدفق الأسلحة الروسية في البلاد. وحذرت حكومات دول الاتحاد الأوروبي الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» أنها على استعداد لتوسيع العقوبات إذا تفاقم الصراع. وقال «بوتين» لنظيره الفنلندي «ساولي نيينيستو» يوم الجمعة الماضي إن روسيا لا تريد أن ترى حرب عقوبات متصاعدة. وعقد «نيينيستو» جلسة محادثات مطولة مع الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» في كييف يوم السبت الماضي ونقل له رسالة حول محادثاته مع بوتين يوم الجمعة. وقال رئيس الوزراء الفنلندي إن «وقف إطلاق النار هو هدف أساسي يتطلب من روسيا أن تتوقف عن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا». وتعهد »بوتين« خلال زيارته لشبه جزيرة القرم هذا الأسبوع، وتحت ضغط دولي متزايد يتمثل في اتهامه بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، أنه سيعمل على وقف هذا الصراع. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تقوم بنشر موظفين إضافيين في روسياوأوكرانيا استعداداً لتقديم المعونات، حيث طلب كل من الجانبين منها تقديم مساعدات. خدمة »واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس«