تستمر الطريق الإقليمية 1903 الرابطة بين جماعتي مستي وتيوغزة بإقليم سيدي إفني في حصد أرواح الأبرياء، وهو الأمر الذي سبق وتم التنبيه إليه أكثر من مرة، سواء من طرف المواطنين أو فعاليات المجتمع المدني. وتشكل هذه الطريق مأساة يومية للمارة وكذا مهنيي النقل، خاصة وأن الأشغال التي تشهدها تثير تساؤلات واسعة حول مدى احترام دفاتر التحملات. وحسب ما أوردته مصادر محلية، فإن بعض المقاطع بهذه الطريق تعاني من غياب علامات التشوير وتحديد السرعة، مما يزيد من احتمال وقوع الحوادث. وأوضحت ذات المصادر أن لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة لتدارك هذا الأمر رغم التحذيرات المتكررة من المجتمع المدني وأبناء المنطقة، ورغم التعبئة الشعبية لتنبيه المسؤولين إلى خطورة الوضع. واعتبرت المصادر ذاتها أن الحوادث المتكررة التي تشهدها هذه الطريق نتيجة مباشرة لتقاعس المسؤولين عن أداء واجباتهم، فضلا عن الإهمال و السرعة وعدم احترام قوانين السير في كثير من الأحيان. ومن جهة أخرى، اعتبرت المصادر سالفة الذكر أن الحديث عن هذه الطريق لايمكن اختزاله في حوادث السير فقط، دون التذكير بأنها أصبحت ممرا للمهربين وتجار المخدرات، فعادة ما تتحرك شاحنات محملة بالمواد المهربة تحت جنح الظلام، مستغلة غياب الرقابة الأمنية. وأضافت المصادر نفسها أن الخطر القائم يتضاعف جراء انعدام الإنارة، حيث تتحول الشاحنات إلى مصدر تهديد كبير لمستعملي الطريق ولساكنة الدواوير المحاذية لها، خاصة عندما تسير بمصباح واحد أو بدون إضاءة. ونبهت المصادر المشار إليها إلى أن الدراجات النارية بدورها تظهر فجأة أمام المارة دون أي إشعار مسبق، ما يجعل القيادة في هذه الطريق مغامرة قد تكلف السائقين وكذا المارة سلامتهم وحياتهم. يذكر أنه سبق وتم تسجيل سلسلة من الحوادث الخطيرة بالطريق الإقليمية 1903 الرابطة بين جماعتي مستي وتيوغزة بإقليم سيدي إفني، آخرها يوم الأحد 12 يناير 2025، بعدما صدمت دراجة نارية سيدة من ساكنة دوار زاوية سيدي سليمان بجماعة أمللوا عندما كانت تهم بعبور الطريق، إذ أنه رغم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بسيدي إفني، إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها.