بعد تقريرها عطلة رسمية، نحتقل هذه الأيام بالسنة الأمازيغية التي بلغ تقويمها 2975. يأتي هذا التقويم لينضاف إلى التقويم الهجري والميلادي الذي اعتاد المغاربة الاحتفال بسنتهما الجديدة. فما أصل التقويم الأمازيغي؟ إذا كان التقويمان الهجري والميلادي مرتبطين بحدثين دينيين، فإن التقويم الأمازيغي، له حكاية أخرى نظرا لكثرة الروايات واختلاف الدراسات. بل إنها في بعض الأحيان تكون مرتبطة بحكايات وأساطير شعبية سائدة في شمال إفريقيا، من بينها على سبيل المثال الأسطورة التي تقول "إن من يأكل حتى الشبع في يوم السنة "يَنَّايْرْ" سيكون عامه خاليا من المجاعة أو الفقر". ونجد كذلك من يشكك في هذا التقويم نظرا لارتباطه بأحداث غير موثوقة من الناحية الأكاديمية، وهناك من يقول إن أول من أثار كلمة "أمازيغ" هو عالم الاجتماع ابن خلدون حين نسب بعض الأمازيغ إلى "مازيغ بن كنعان". بدأ هذا التقويم يتخذ شكلا رسميا في ستينيات القرن الماضي، عندما قررت "الأكاديمية البربرية" وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها بباريس، البدء في عد الأعوام الأمازيغية اعتبارا من سنة 950 قبل الميلاد. ووقع اختيار التاريخ ليتزامن مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر. بالنسبة للتقويم الميلادي، أول من نادى باعتماد التقويم الذي يبدأ بميلاد المسيح عليه السلام، هو الراهب الأرميني "ديونيسيوس أكسيجونوس". لكنه لم يُعتمد إلا بعد مرسوم باباوي أصدره البابا "غريغوريوس" الثالث عشر، ولذلك يسميه البعض التقويم "الغريغوري" إلى جانب التقويم الميلادي. أما التقويم الهجري فهو مرتبط بهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وتم الشروع في هذا التقويم في عصر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أما التقويم الأمازيغي، فهو مرتبط بالعديد من الأحداث والروايات المختلفة، نكتفي بذكر روايتين فقط: الرواية الأولى تعكس الرابط الذي يجمع بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها. وهي رواية تربط التقويم الأمازيغي بالسنة الفلاحية، وفيه رمزية الاحتفال بالأرض وتعلق الأمازيغ بأرضهم. الرواية الثانية تربط التقويم الأمازيغي بواقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى في أحد المعارك. كان ذلك في 950 سنة قبل الميلاد، بعد اعتلاء الملك شيشنق الأول عرش المملكة وانتصاره على الملك الفرعوني رامسيس الثالث. لذلك نجد الفرق بين التقويم الأمازيغي والتقويم الميلادي هو 950 سنة. وشيشنق كان أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال إفريقيا. السنة الأمازيغية هي تأصيل للهوية الأمازيغية بتاريخها وثقافتها وتقاليدها، أكثر منها تقويم حسابي.