التقويم الأمازيغي:قصته و دلالاته بقلم : كوثر ابن عبد الوهاب * اذا كان التقويم الميلادي وصل لسنة2017، و التقويم الهجري وصل لسنة 1438، فان التقويم الأمازيغي اليوم ، وصل سنته 2967 ، و بهذا يكون من أقدم التقويمات التي عرفتها البشريةعبر العصور . و اليوم 12 يناير هو اليوم الأول في التقويم الأمازيغي الذي يحتفل به سكان شمال افريقيا ، المغرب الجزائر، تونس، ليبيا ، و موريطانيا . و حسب المؤرخين هذا التقويم ابنى على رمزيتين اساسيتين ، تتمثل الأولى في بداية السنة الفلاحية الجديدة، فهو تقليد مرتبط بالطبيعة و بالموسم الفلاحي الذي يدل على ارتباط الإنسان الأمازيغي بالأرض و خيراتها ، باعتبارها مسببات العيش الكريم ، و ما تأريخهم هذا إلا دليلا -حسب المؤرخ الفرنسي "غوتييه"- على وعيهم و معرفتهم بخبايا الزراعة و الدورات الحياتية للأرض و طبيعة المناخ ، فجعلوا من هذا التقويم تمجيدا للطبيعة. أما الرمزية الثانية التي انبثق عنها هذا التقويم ، تعود حسب المؤرخين الى انتصار القائد الأمازيغي "شيشنق الأول " على الفرعون رمسيس الثاني في معركة حاسمة للدفاع عن الأرض و بالتالي يصل إلى عرش فرعون ، أما الباحث الامازيغي" أحمد عصيد " يرى أن المؤرخين اتفقوا على أن وصول "شيشنق الأول" الى عرش فرعون و تأسيسه للأسرة الثانية و العشرين الحاكمة سنة 950 قبل الميلاد، لم تكن اثر حروب و معارك و انما بترقيات متتالية "لشيشنق " من طرف افراد امازيغ كانوا من قادة الجيش الفرعوني ، و هناك اثار بمعبد الكرنك بالأقصر تؤرخ لهذا الحدث التاريخي الأمازيغي. و بالتالي تكون السنة الأمازيغية و التقويم الأمازيغي دلالة على المزيج بين حب الارض و عراقة التاريخ. هذا التاريخ الأمازيغي الضارب بجذوره في عمق شمال اافريقيا و خصوصا المغرب و الذي ما زالت هويته مترسخة بين ثنايا افراد المجتمع المغربي امازيغ كانوا ام عرب فالكل يحفل به وفق طقوس و تقاليد امازيغية متوارثة،. الا ان التقصير ما زال يحيط بالهوية و الثقافة الامازيغية ببلادنا ....فهل سنجد ذات يوم عطلة رسمية يوم راس السنة الأمازيغية الجديدة على غرار رأس السنة الميلادية و الهجرية؟ و بالتالي ضمنيا ستكون الدولة اعترفت بحضارة تستحق التفاتة اكبر للتعريف بموروث البلاد و اصولها ....