بحلول الثالث عشر من يناير من كل سنة يحتفل سكان شمال افريقيا ومنهم المغاربة بحلول رأس السنة الأمازيغية التي تصادف هذه السنة مرور 2967 سنة على بداية احتفال المغاربيون بهذه الذكرى، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن التقويم الأمازيغي يعتبر من بين أقدم التقويمات التي استعملتها الإنسانية على مر العصور، حيث استعمله الأمازيغ مند 2967 سنة، وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري فإن التقويم الأمازيغي غير مرتبط بأي حدث ديني وعقائدي، بل ارتبط بحسب الكثير من المؤرخين بواقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء الزعيم “شيشانغ” للعرش الفرعوني بعد الانتصار على الملك “رمسيس” الثالث من أسرة الفراعنة، وبعد ذلك بدأ الأمازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي، ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس سنة أمازيغية . رغم عدم الاعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية واعتباره يوم عطلة مثله مثل رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية في المغرب، إلا أن هناك اهتمام متزايد ب “إيض يناير” ، يعني أن المغاربة أصبحوا يشعرون بالتجذر وإن كان لهم أيضا طموح للانفتاح على العالم، وهذه المعادلة الصعبة هي ما يحققها المغاربة بشكل منسجم وموفق، لأنهم في ارتباطهم بالأرض وبالجذور يساهمون عالميا في إطار الثقافة الإنسانية. إن الاحتفال ب “إيض يناير” هو رمزيا إعلان عن الهوية و عن الارتباط بالأرض وبالجذور، لأن هذا الاحتفال أصبح يعني الكثير بالنسبة للمغاربة وحتى للدول المجاورة، وهذا معناه أن هناك ما يجمع كل بلدان شمال إفريقيا “تمازغا” في رموز ثقافية وحضارية عريقة تمتلك جذورا ضاربة في أعماق التاريخ. ويعتبر الاعتراف الرسمي بالسنة الأمازيغية في العمق اعتراف بالبعد الأمازيغي ل “تامازغا” كبعد أصلي وأصيل وتأكيد على أن الأمازيغية تمتد جذورها في أعماق تاريخ شمال إفريقيا، بحيث يمتد تاريخها بحسب التقويم الأمازيغي الى 2967 سنة و لا يرتبط فقط باثني عشر قرنا أو أربعة عشر قرنا أو غيرها من التقويمات المغلوطة والمفبركة، كما هو سائد في الخطابات الرسمية و المقررات الدراسية لدول المنطقة. 13 يناير ينبغي أن يكون يوم وطني يربط الإنسان الأمازيغي بخيرات أرضه وعمقه الثقافي الحضاري وتصالحه مع ماضيه، وذلك لكون الأمازيغية في الهوية والثقافة المغاربية، ولن يكون ذلك إلا بإعداد برامج ثقافية علمية من طرف الأنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع تتحدث بشكل علمي عن هذه المناسبة وتحلل أبعاد الطقوس المرتبطة بها وإمكانية استثمارها في التنمية المستديمة لمناطق وجهات المنطقة من خلال الحفاظ على المؤهلات والطقوس الثقافية ل “تامازغا”العميقة، 13 يناير يوم احتفالي عند الأمازيغ و هو رسالة لمن يهمهم الأمر.