في إطار الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية "تيفلوين" تحت شعار "احتفالية الأرض والهوية"، شهدت مدينة تيزنيت يوم الأحد 12 يناير 2025 حدثا بارزا تمثل في توقيع بروتوكول نوايا التعاون بين جماعة تيزنيت ومدينة كرونوبل الفرنسية. هذا التوقيع الذي يعكس إرادة مشتركة في تعزيز العلاقات بين المدينتين، يعد بمثابة نقطة انطلاق لشراكة سترسخ التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، الثقافية، والتعليمية اختيار هذا التوقيت لاحتضان توقيع البروتوكول بين تيزنيت وكرونوبل ليس من قبيل الصدفة، بل يحمل رمزية عميقة، إذ يتزامن مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية "تيفلوين" التي تشكل مناسبة للاحتفاء بالهوية الأمازيغية وثقافتها. وتعد هذه الاحتفالات فرصة مثالية لتعزيز الروابط بين المغرب وفرنسا، لاسيما في ظل التنوع الثقافي واللغوي الذي يجمع البلدين. إضافة إلى ذلك، يعكس هذا التوقيت التزاما قويا بتكريس الهوية الأمازيغية على مستوى العلاقات الدولية، وهو ما يتوافق مع توجهات المملكة المغربية نحو تعزيز الثقافة الأمازيغية على الساحة العالمية توقيع البروتوكول بين تيزنيت وكرونوبل يفتح آفاقا واسعة للتعاون المشترك في مجموعة من المجالات الحيوية. خلال مراسم التوقيع عبر السيد عبد الله الغازي رئيس جماعة تيزنيت عن سعادته بتوقيع هذا البروتوكول مؤكدا على أهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الثنائية بين المدينتين. وأضاف عبد الله الغازي أن هذه المبادرة ستسهم في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، كما ستتيح فرصا جديدة للمواطنين من خلال تبادل الخبرات والتجارب في مجالات مختلفة مثل التنمية المستدامة، السياحة، والتعليم. من جانبها أبدت نائبة عمدة مدينة كرونوبل Isabelle Peters اهتماما كبيرا بهذه الشراكة مشيرة إلى أن التعاون مع مدينة تيزنيت يحمل فرصا كبيرة خاصة في مجالات التنوع الثقافي والتنمية المستدامة. كما أشارت إلى أن بروتوكول النوايا يهدف إلى تعزيز تبادل الزيارات بين الوفود المحلية وتنظيم فعاليات مشتركة تستهدف الشباب والفئات الاجتماعية المختلفة من الناحية الاقتصادية، يعد هذا التعاون خطوة مهمة نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز القدرة التنافسية للمدينة على الصعيدين الوطني والدولي. فعلى الرغم من تاريخ تيزنيت كمدينة مغربية غنية بالتراث والتقاليد، إلا أن توقيع بروتوكول التعاون مع مدينة كرونوبل يفتح المجال أمام شراكات اقتصادية قوية، خاصة في مجال السياحة البيئية، حيث تتفوق كرونوبل في هذا المجال. أما على الصعيد الثقافي فالتعاون بين المدينتين سيتيح الفرصة لتبادل البرامج الثقافية والتعليمية ما سيسهم في إبراز الثقافة الأمازيغية في الساحة الدولية، ويعزز من حضورها في فرنسا. ويتوقع أن يستفيد الشباب من هذا التعاون عبر برامج التبادل الثقافي والدورات التدريبية التي تساهم في تطوير المهارات وتعزيز الوعي الثقافي بين الجانبين. تعتبر هذه المبادرة بداية قوية لعلاقات استراتيجية بين تيزنيت وكرونوبل، حيث من المتوقع أن يشهد العقد المقبل نموا ملحوظا في التعاون بين المدينتين. وستتجه الأنظار نحو الفعاليات المستقبلية التي ستجمع البلدين، وتحديدا في مجالات البيئة، الثقافة، والتعليم، وهي مجالات تتيح فرصا حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق استفادة متبادلة. في الختام يعتبر توقيع بروتوكول نوايا التعاون بين جماعة تيزنيت ومدينة كرونوبل حدثا مهما يعكس رغبة قوية في بناء جسور من التعاون بين البلدين، وهو خطوة إيجابية نحو تحقيق التنمية المتكاملة وتعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية على الساحة الدولية.