احتفاء برأس السنة الأمازيغية 2974 الموافق لسنة 2024 م، تنظم جماعة تيزنيت، بتنسيق مع الفعاليات الثقافية والفنية ولفيف من المبدعين والفنانين بالإقليم، وبتعاون مع المجلس الإقليمي وعمالة تيزنيت، فعاليات الدورة الثانية لاحتفالية "تيفلوين" خلال الفترة الممتدة ما بين 11 و 14 يناير 2024، تحت شعار "تيفلوين.. احتفالية الأرض والهوية"، وذلك على غرار ما حققته الدورة السابقة من نجاح باهر وتفاعل منقطع النظير للساكنة ولزوار المدينة داخل الوطن وخارجه. وتأتي هذه الدورة، عقب القرار التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القاضي بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، كما تأتي في سياق تجسيد الاهتمام المولوي بالقضية الأمازيغية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة والمتعددة الروافد، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة، يساهم في تكريس البعد الرسمي للثقافة واللغة الأمازيغية. وتعزيزا لحضور "احتفالية تيفلوين" ضمن خارطة التظاهرات الثقافية النوعية بالإقليم والجهة والوطن، تسعى جماعة تيزنيت إلى المساهمة في بناء مشروع ثقافي تنموي يربط بين الأرض واللغة والإنسان، ويساهم في تحسين التنافسية الاقتصادية والترابية لإقليم تزنيت، فضلا عن تقوية جاذبيته السياحية والثقافية، والتعريف بالذاكرة الجماعية للمدينة، والموروث الثقافي والفلاحي والاجتماعي والتقليدي، سواء عبر استعراض جملة من الأشكال الثقافية والفنون الأصيلة المنفتحة على التعبيرات الحداثية والعصرية المختلفة. كما تشكل احتفالية الأرض والهوية، فرصة لتقاسم عناصر الذاكرة والتاريخ بين الأفراد والجماعات، ومناسبة لساكنة المدينة وزوارها لاكتشاف الدلالات الثقافية والرمزية والتاريخية للاحتفال ب"إيض ن ينّاير"، عبر الإنصات العميق لعدد من المقومات الجمالية، والتعابير الفنية والثقافية المرتبطة برأس السنة الأمازيغية، وخاصة ما يتعلق منها بطقوس الاحتفاء، المتجذرة بالمخيال الشعبي، والمعبرة عن رمزية المجال والإنسان والأمكنة، علاوة على تمظهرات رأس السنة الأمازيغية التي تحمل دلالات رمزية وأنثروبولوجية متجذرة في تاريخ المغرب وشمال إفريقيا على حد سواء. وإلى جانب التعريف بالتراث المادي واللامادي للمنطقة، يبرز هذا الاحتفال مجموعة من المعارض، التي تضم عددا من المعدات والآليات المجسدة للممارسات الثقافية المرتبطة باحتفالية رأس السنة الأمازيغية، والمتأصلة في الموروث الثقافي الأمازيغي والفنون التشكيلية والأبواب القديمة والعديد من الحرف والمعارف التقليدية. إضافة إلى فضاءات للفنون التراثية المحلية والممارسات الثقافية المرتبطة بها، وجناح خاص ب"إمعشار" كواحد من الأشكال التعبيرية الفرجوية المعروفة بالمدينة، علاوة على تنظيم معارض فنية وفوتوغرافية متعددة، ومعرض محلي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وفضاءات التذوق التي تسعى إلى التعريف بمختلف الأكلات التقليدية المقرونة ب"إض يناير" واحتفالية "المعروف"، التي تعتبر واحدة من العادات القديمة المجسدة لقيم التضامن والتآزر المختلفة.