ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان "تيفلوين"، شهدت مدينة تيزنيت يوم السبت 11 يناير 2024 تنظيم ندوة استراتيجية حملت عنوان "السياحة بتيزنيت: مخططات ومؤهلات". الحدث جمع نخبة من الفاعلين المحليين والمجتمعيين لمناقشة آفاق تطوير السياحة في المدينة التي تمتلك مؤهلات هائلة تجعلها وجهة مميزة على المستويين الوطني والدولي. الندوة، التي أدارها الحسن بومهدي، ركزت على استثمار الموارد الطبيعية والثقافية الفريدة التي تتمتع بها تيزنيت، مثل التراث الثقافي الغني والمناظر الطبيعية الساحرة. النقاش تناول قضايا متعددة، من بينها تعزيز البنية التحتية، تحسين التسويق السياحي، وتبني السياحة المستدامة كنهج للتنمية. عبدالله كواغو، ممثل المجلس الإقليمي، أكد على ضرورة تعزيز السياحة باعتبارها رافعة اقتصادية أساسية للمنطقة، مشيرًا إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع في ظل تزايد الإقبال على السفر والسياحة. بدوره، أشار جمال ابحمان، نائب رئيس جماعة تيزنيت، إلى المشروعات الجديدة مثل تطوير شبكة الطرق وتوسيع وسائل النقل، ما يسهل الوصول إلى أبرز المواقع السياحية في المدينة، مثل الشواطئ والجمال الطبيعية المحيطة. أما ياسير الشهيمات، رئيس المجلس الإقليمي للتنمية السياحية، فقد دعا إلى اعتماد استراتيجيات تسويقية مبتكرة محليًا ودوليًا، مشددًا على أهمية استخدام التكنولوجيا الرقمية للترويج لوجهات تيزنيت. وفي ذات السياق، أكد نورالدين بورشيش، رئيس المجلس الجهوي للسياحة، أن السياحة المستدامة تشكل الحل الأمثل لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة دون المساس بالبيئة أو التراث المحلي. الندوة سلطت الضوء أيضًا على ضرورة إشراك المجتمعات المحلية في المشاريع السياحية. حسن اخواض، أحد الفاعلين في التنمية المحلية، أشار إلى أن مشاركة المواطنين في هذه المشاريع يعزز من خلق فرص العمل ويدعم التنمية المستدامة. كما كانت المناسبة فرصة لتكريم شخصيات بارزة قدمت إسهامات مميزة في التنمية المحلية، حيث تم تكريم المرحوم الحسين بن إيحيا، المرحوم عمر وعزيز، المرحوم إبراهيم بلاوي، وعبدالله كوغرابو، تقديرًا لعطائهم في تعزيز السياحة ودعم التنمية في تيزنيت. رغم التحديات المرتبطة بتطوير البنية التحتية والترويج السياحي والحفاظ على البيئة، فإن تيزنيت تُظهر بوادر واعدة كوجهة سياحية رئيسية. ندوة "السياحة بتيزنيت: مخططات ومؤهلات" تشكل خطوة أساسية نحو وضع المدينة على خارطة السياحة الوطنية والدولية، بشرط التزام كافة الأطراف المعنية بالعمل المشترك لتحقيق هذه الأهداف الطموحة.