انتقلت فعاليات مدنية بإقليمتارودانت إلى السرعة القصوى بخصوص الترافع عن مطلبها المتمثل في إحداث إقليم جديد بمركز تاليوين، بما يشمل منطقة سوس العالية. في هذا السياق، وضعت هذه الفعاليات المنضوية تحت لواء "منتدى سوس العالية" ملتمسا لدى الديوان الملكي، عززته بلوائح تضم توقيعات أزيد من 22 ألف مواطن، تأكيدا على أولوية تمكين المنطقة التي تترافع بشأنها من مركز إداري بمكانة إقليم، بغرض تجاوز الصيغة الحالية المعقدة والمركبة لإقليمتارودانت. وإلى جانب ذلك، وجهت الهيئات المدنية ذاتها ملتمسا إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بغرض إطلاعه على هذا الموضوع الذي تحيطه ساكنة المناطق المحسوبة على "سوس العالية" بتارودانت الشمالية بكثير من الاهتمام، أخذا بعين الاعتبار التوجهات الاستراتيجية للمملكة في تعزيز خيار اللامركزية واللاتمركز الإداري. وعلاوة على ذلك، تم توجيه ملتمس مماثل إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، مع التشديد على أن "إخراج الإقليم الجديد إلى الوجود يعد استجابة لمطلب يحظى بإجماع كافة المنطقة السكانية والسياسية والمدنية والجالية بالخارج كذلك، وهو ما تؤكده قوائم التوقيعات البالغ عددها 22 ألف توقيع". في هذا السياق، أوضحت الفعاليات المشرفة على هذه التحركات أن مطلبها بإحداث إقليم جديد بتارودانت يهم 150 ألفا من ساكنة مناطق "سوس العالية" التي تعاني من التنقل إلى المركز من أجل قضاء أغراضها الإدارية. ونبهت هذه الجمعيات إلى أن احتضان إقليمتارودانت ما يصل إلى 89 جماعة يؤثر سلبا على السير الإداري به وعلى تدبير موارده وتقسيم ميزانياته على ترابه وجماعاته، وهو ما يفسر الواقع المزري لمسيرة التنمية بالإقليم، مؤكدة أنه "بات من غير المقبول المحافظة على إقليم بهذا الحجم". وخلصت الفعاليات ذاتها إلى التأكيد على ضرورة حسم هذا الملف في القريب العاجل، بالنظر إلى جوانبه الاقتصادية والمجالية، وكذا التأييد الواسع الذي يحظى به لدى ساكنة عدد من المناطق بإقليمتارودانت، سواء بالشمال أو الجنوب.