في تصعيد غير مسبوق، كشفت التحقيقات الأخيرة بمحكمة القنيطرة عن أحداث مثيرة ترتبط بهجوم منظم على دورية عسكرية لحراسة الشريط الساحلي بجماعة بنمنصور، قاده بارون المخدرات الشهير ب"بوسلهام"، الذي أدين مؤخرًا بالسجن عشر سنوات نافذة. الهجوم وقع في السادس من دجنبر الجاري، حيث أظهرت تفاصيل التحقيق تورط 50 من شركائه في محاولة لتحرير خمسة حمالين للمخدرات اعتقلتهم الدورية أثناء إحباط عملية تهريب كبرى. بدأت الواقعة عندما أوقفت دورية عسكرية مكونة من 16 جنديًا خمسة مهربين بحوزتهم 50 رزمة مخدرات تزن كل منها ما بين 30 و35 كيلوغرامًا. ردًا على ذلك، أمر "بوسلهام" بتنفيذ هجوم مباغت على مركز الحراسة. المهاجمون استعملوا صواعق كهربائية ورشقوا الجنود بالحجارة والعصي، مما دفع قائد المنطقة العسكرية إلى إطلاق النار دفاعًا عن عناصره بعد استخدام المهاجمين للغاز المسيل للدموع. رغم المقاومة، تمكنت الدورية العسكرية من التصدي للهجوم بفضل تدخل تعزيزات من الدرك الملكي. وتم إطلاق النيران من أسلحة وظيفية، مما أصاب أحد المهاجمين بجروح خطيرة، ما أجبرهم على التراجع. التحقيقات التي أجرتها وحدة خاصة من القيادة الجهوية للدرك بالقنيطرة أفضت إلى التعرف على عدد من المتورطين، بينهم الملقب ب"دروكبا"، وصولًا إلى القبض على "بوسلهام". "بوسلهام"، الذي اعترف بأنه كان مجرد حمال بسيط سابقًا، تبين من خلال الأدلة والشهادات التي تم تقديمها أنه العقل المدبر للهجوم، مستعينًا بشبكة واسعة تضم أفرادًا من عائلته وعاملين بمحطة وقود لمراقبة تحركات الأجهزة الأمنية. شهادة أحد الموقوفين السابقين، التي حماها قاضي التحقيق بموجب قانون حماية المبلغين، أكدت دوره الأساسي في التخطيط لهذا الهجوم، مما عزز إدانته. القضية، حسب الصباح، تسلط الضوء على تحديات التصدي لشبكات الاتجار الدولي في المخدرات التي تستخدم أساليب عنيفة ومتطورة لتعطيل عمل الأجهزة الأمنية، في ظل استمرار التحقيقات لتعقب جميع المتورطين وشركاء العصابة.