يعيش فريق حسنية أكادير موسما كارثيا، يتجلى فيه تراجع خطير على مختلف الأصعدة، من أداء اللاعبين إلى التسيير الإداري. مع كل هزيمة جديدة، تتسع الهوة بين الفريق وجماهيره التي كانت تأمل في استعادة بريق "غزالة سوس" هذا الموسم، لكن الواقع يعكس صورة مغايرة تماما. الفريق يعاني، والمخاوف من الهبوط إلى القسم الوطني الثاني أصبحت تلاحق الجميع، في ظل غياب الروح، استمرار الهزائم، تخبطات الإدارة، وحيرة المدرب. ما يعاني منه حسنية أكادير في هذا الموسم ليس مجرد تراجع في المستوى الفني أو التكتيكي، بل هو غياب كامل للروح الجماعية. فرق كرة القدم تحتاج إلى نوع خاص من الطاقة التي تحفز اللاعبين على العطاء، لكن هذا المكون الأساسي مفقود تماما في الفريق السوسي. اللاعبون يبدون وكأنهم غير قادرين على تقديم المستوى المنتظر منهم، ولا يحملون التحدي نفسه الذي يميز الفرق التي تسعى لتحقيق أهداف واضحة. الروح القتالية التي كان يتسم بها الفريق في مواسم سابقة قد تلاشت، والأداء على أرضية الملعب أصبح يفتقر إلى الحوافز. مع استمرار الهزائم، يصبح الوضع أكثر تعقيدا. كل مباراة يخسرها الفريق تزيد من الضغوطات عليه، وتؤدي إلى تراجع معنوي آخر. في ظل هذا الانحدار الكبير، فإن الفريق أصبح على شفا هاوية، خاصة وأنه يجد نفسه في مناطق متأخرة في جدول الترتيب. الأرقام تتحدث عن نفسها، حيث عجز الفريق عن تحقيق الانتصارات في العديد من المباريات الحاسمة. حسنية أكادير أصبح مهددا بالهبوط إلى القسم الوطني الثاني. لا يمكن الحديث عن الأزمات الفنية دون الإشارة إلى دور المكتب المسير الذي يبدو أنه فقد البوصلة. في مثل هذه الظروف العصيبة، من المفترض أن يكون هناك تدخلات سريعة وواضحة من الإدارة، سواء على مستوى الطاقم الفني أو على مستوى تعزيز الفريق. لكن الواقع يؤكد أن المكتب المسير يتخبط في اتخاذ القرارات، ولا يمتلك رؤية واضحة لإنقاذ الفريق. هذا التخبط الإداري يزيد من تفاقم الوضع، حيث إن الفريق بحاجة ماسة إلى قيادة محنكة قادرة على اتخاذ قرارات جريئة وفعالة. من الناحية الفنية، المدرب عبد الهادي السكيتوي يبدو عاجزا عن تقديم الإضافة المطلوبة للفريق. رغم الخبرة التي يمتلكها، إلا أنه يواجه صعوبة في ضبط التشكيلة وتغيير أسلوب اللعب بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة. السكيتوي يبدو في حالة من الحيرة، ولا يملك الحلول التكتيكية اللازمة لإخراج الفريق من هذا الوضع. التغييرات التي يجريها لا تؤثر بشكل ملموس على أداء اللاعبين، وهو ما يساهم في زيادة الضغوط عليه. يبدو أن السكيتوي في حاجة إلى تغيير جذري في طريقة عمله أو حتى إلى مغادرة الفريق إذا استمر الوضع على ما هو عليه. في ظل هذه الأزمة العميقة، يبدو أن الفريق بحاجة ماسة إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد يمكنهم إضفاء الحيوية والروح القتالية المطلوبة. الانتدابات يجب أن تكون أولوية الآن. يجب على إدارة النادي فك الحظر على الانتدابات للحصول على لاعبين قادرين على تقديم الإضافة. هذا الدم الجديد قد يكون هو المحفز الذي يعيد الثقة إلى اللاعبين الحاليين، ويعيد للفريق قوته وشخصيته. حسنية أكادير لا يمكنه الانتظار أكثر من ذلك. إذا استمر الوضع على حاله، فإن الفريق سيجد نفسه في خطر حقيقي بالهبوط إلى القسم الثاني، وهو ما سيكون بمثابة كارثة لكل عشاق النادي وللتاريخ العريق للفريق. من الضروري أن تتحرك الإدارة بسرعة وفعالية. الحلول يجب أن تكون جذرية: التغيير في الجهاز الفني قد يكون ضروريا، الانتدابات الفعالة أصبحت ملحة، وضرورة تحفيز اللاعبين وتحفيزهم على استعادة الثقة بأنفسهم أمر لا يحتمل التأجيل. لك الله يا حسنية أكادير، فقد أصبح مصير الفريق مهددا بشكل حقيقي، وإذا لم تتخذ قرارات حاسمة في هذه المرحلة الدقيقة، فإن القسم الوطني الثاني قد يصبح واقعا مؤلما.