أخطاء بالجملة وتراجع المستوى وغياب الإنضباط أهم أسباب التراجع الإصلاح يفرض التغيير وضخ دماء جديدة في شرايين الفريق جاءت بداية الوداد البيضاوي مخالفة لكل التوقعات حيث كانت الحصيلة هزيلة ولم ترق لمستوى التطلعات، قد يقول قائل بأن هذه مجرد بداية، لكن أربعة نقاط من أربع مباريات وهزيمتين متتاليتين تبقى حصيلة ضعيفة لفريق كبير استعد بشكل جيد وفي وقت مبكر، كما أن التخلف عن المتزعم بثماني نقط كاملة من شأنه أن يزرع الشك لدى المحبين والأنصار ويخلف وراءه العديد من التساؤلات، وفي نظرنا فإن هناك مجموعة من الأسباب التي ساهمت في هذه البداية المتعثرة سنحاول أن نتعرض لأهمها في هذا الموضوع. 1 المقاطعة الجماهيرية قوة الوداد البيضاوي تكمن بالأساس في جماهيره العريضة التي تسانده وتحفز اللاعبين على بذل جهود مضاعفة خلال المباريات، فالحضور الجماهيري القوي داخل مركب محمد الخامس يشكل حافزا ودعما معنويا للعناصر الودادية وبالمقابل فهذا الجمهور يشكل كذلك ورقة ضغط على الخصوم، ففي العديد من المناسبات كان الجمهور الودادي وراء عودة فريقه في النتيجة وتحويل تخلفه لتعادل أو فوز، والمباراة أمام الترجي التونسي تعكس هذه الحقيقة ومثل هذه الأجواء إفتقدها الفريق في مباراته أمام حسنية أكادير حيث ساهم غياب الجمهور في هزيمة الفريق الأحمر. 2 إنتدابات في حدود الإمكانيات على غير عادته لم يدخل الوداد البيضاوي سوق الإنتدابات بتلك القوة التي عودنا عليها حيث ظل طيلة المواسم السابقة منافسا قويا وشرسا، بل إنه كان يحتكر هذه السوق من خلال توقيعه على صفقات مدوية، لكنه هذا الموسم فضل التريث والإنتظار، فاكتفى في البداية بعناصر قادمة من القسم الثاني، وقبل أيام قليلة من إسدال الستار عن الميركاطو الصيفي تم انتداب المهاجمين الإفريقيين سانوغو وماليك إفونا ومدافعي النادي المكناسي الولجي وزاهيد، وهذه العناصر لم تشارك في استعدادات الفريق منذ البداية وبالتالي فإن الضرورة تفرض انتظار جاهزيتها من الناحية البدنية إضافة لتأقلمها مع الأجواء الجديدة وكذا الإنسجام مع باقي العناصر. 3 رحيل أندرسون من دون شك، فإن رحيل المبدع الإيفواري بوبلي أندرسون قد خلف بدوره فراغا داخل الفريق فليس من السهل تعويض لاعب من طينته، ومنذ بداية الموسم الحالي افتقد الفريق الأحمر لرجل القرار على مستوى خط الوسط، فقد كان العقل المدبر والمحرك الرئيسي للفريق وصاحب التمريرات الحاسمة التي أعطت الأهداف، وفي العديد من المناسبات تمكن من تغيير نتيجة المباريات وبرحيله لم يجد الفريق من يعوضه في هذا المركز الحساس. 4 أخطاء تحكيمية حقق الفريق الأحمر بداية في المستوى بعد أن عاد بتعادل ثمين من الجديدة قبل أن يتفوق على النادي القنيطري بالدار البيضاء، كما استطاع بلوغ ربع نهائي كأس العرش بعد تغلبه على الإتحاد البيضاوي وشباب خنيفرة، وخلال هذه المباريات الأربع لم تدخل مرمى حارسه أية إصابة، لكن المباراة أمام حسنية أكادير قلبت كل الموازين، حين أعلن الحكم عن ضربة جزاء خيالية غيرت معطيات المباراة وحولت الفوز لهزيمة، وساهم هذا الخطأ التحكيمي في ضياع ثلاث نقاط ثمينة كان لها تأثير واضح على الوضعية الحالية للفريق. 5 الضغط النفسي بالرغم من التجربة المهمة التي يمتلكها لاعبو الوداد إلا أنهم تأثروا بضياع نقاط الفوز أمام حسنية أكادير بتلك الطريقة وهذا ما يفسره تعرض سعيد فتاح للطرد بعد تدخل قوي في حق أحد المدافعين السوسيين، ثم الإصابة التي تعرض لها ياسين الرامي بعد نهاية المباراة حين كسر زجاج مستودع الملابس، وكان على المدرب طاليب بذل جهود كبيرة لتهييء لاعبيه من الناحية النفسية قبل ملاقاة الكوكب المراكشي، لكن يظهر بأن العناصر الودادية لم تستطع التخلص كليا من أثار تلك الهزيمة التي أبعدتهم عن المتزعم. 6 أخطاء دفاعية الهزيمة أمام حسنية أكادير أثرت كما قلنا على نفسية اللاعبين، بل إن منهم من فقد الثقة في مؤهلاته، وهذا الشك ترتبت عنه بعض الأخطاء الدفاعية التي دفع الفريق ثمنها غاليا سواء أمام حسنية أكادير أو كذلك أمام الكوكب المراكشي حيث بعثرت ضربة الجزاء في الدقيقة الأولى أوراق الفريق الأحمر قبل أن يجهز خطأ فادح من الحارس لمياغري على ما تبقى من أمال البيضاويين للعودة في النتيجة. 7 تراجع مستوى اللاعبين البعض يقول بأن الوداد البيضاوي يضم حاليا أفضل العناصر المتواجدة على الساحة الوطنية، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك فبعض العناصر الودادية فقدت الكثير من إمكانياتها ومؤهلاتها حتى أنه لم يبقى منها سوى الإسم ومنذ الموسم الماضي لم تقدم هذه العناصر أية إضافة، بل إنها أصبحت مجرد عالة على الفريق لأن مؤهلاتها لم تعد تسمح لها بمجاورة فريق كبير من حجم الوداد بقاعدته الجماهيرية الكبيرة التي تطالب دوما بالمنافسة على الألقاب. 8 غياب روح الفريق في المباراة الأخيرة وبالرغم من الهدف المبكر للكوكب المراكشي، فإن رد فعل الفريق الأحمر لم يكن في مستوى إنتظارات الجماهير الودادية التي انتقلت لمراكش بالآلاف، بل إن ظنها قد خاب بعد أن غابت القتالية والحماس وكذا الرغبة في الفوز لدى العناصر الودادية، بل إن الإنهزامية والإستسلام كانتا العلامة المميزة لهذه العناصر حين وقفت عاجزة وغير قادرة على مجاراة قتالية وحماس لاعبي الكوكب. واللعب لفريق كبير يتطلب التفاني في الدفاع عن قميص الفريق بغض النظر عن باقي الأشياء الأخرى. 9 فعالية هجومية ضعيفة باستثناء المباراة أمام النادي القنيطري والتي عرفت إنتعاشة هجومية للفريق الأحمر، فإن الفعالية غابت عن مهاجميه في أغلب المباريات الأخرى، ولم تفرز الدورات السابقة أي هداف للفريق، كما ضاعت العديد من فرص التسجيل بسبب التسرع، وحتى المهاجم أونداما الذي كان يعول عليه فقد تعذب كثيرا قبل أن يسجل هدفا يتيما في كل المباريات التي شارك فيها، ومن جهة أخرى لم يستطع الفريق العودة في بعض المباريات التي كان منهزما فيها وفي مثل هذه الحالات تظهر بشكل جلي شخصية الفريق ومدى قدرة عناصره على التعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة. 10 غياب الإنضباط أثبتت المباريات السابقة غياب الإنضباط لدى بعض العناصر الودادية وعدم التزامها بتعليمات المدرب، وقد لاحظنا ذلك في المباراتين الأخيرتين حين تحول بعض المدافعين لمهاجمين، الشيء الذي سمح للفريق الخصم باستغلال الفراغات على مستوى خط الدفاع وتسجيل أهداف قاتلة تسببت في تعرض الفريق لهزائم غير منتظرة. وهي أشياء تفرض تنبيه اللاعبين إليها حتى لا يختل توازن الفريق بفعل تفكك خطوطه. الخاتمة:الإصلاح يفرض التغيير الضرورة تفرض تجاوز هذه المرحلة التي يجتازها الفريق الأحمر والتي لا تبشر بالخير في حال إستمرار نفس الأوضاع، لذلك يجب العمل على إصلاح الوضع الحالي من أجل مستقبل أفضل ومن دون شك فإن هذا الإصلاح يفرض تغيير العديد من الأشياء داخل الفريق، ومن بين هذه الأشياء التي أصبحت تفرض نفسها بإلحاح ضرورة منح الفرصة لجيل جديد من اللاعبين الشباب وضخ دماء جديدة في شرايين الفريق، فهناك عناصر واعدة بإمكانها تقديم الأفضل على غرار الحارس الحواصلي ووليد الكرتي وعمر عاطي الله إضافة لأنس أصباحي وأمين عطوشي وباقي الأسماء الأخرى لأن من شأن ذلك أن يخلق جوا من المنافسة داخل الفريق وبالتالي تجنب سيناريوهات المواسم السابقة التي تميزت بضياع العديد من الألقاب.