في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالرياضة الوطنية، وتحديداً كرة القدم، والتي تعتبر شرياناً حيوياً يعكس روح الشباب المغربي وطموحاته، تعيش مدينة طرفاية أزمة رياضية تستدعي تدخلاً عاجلاً من جميع الجهات المعنية. فريق نجم طرفاية، الممثل الوحيد للمدينة في القسم الأول هواة شطر الجنوب، يجد نفسه في وضع مأساوي باحتلاله المرتبة الأخيرة في الترتيب. هذا الواقع المؤلم يعكس غياب الدعم اللازم الذي يُفترض أن يضمن استمرار الفريق وتطوره ليكون واجهة مشرفة للمدينة. ما يعيشه فريق نجم طرفاية اليوم ليس مجرد أزمة رياضية، بل هو انعكاس لتحديات أعمق، تتعلق بغياب الموارد المالية الكافية، وانعدام البنية التحتية التي تضمن استمرار الفريق في المنافسة. هذا الوضع يثير تساؤلات حقيقية حول دور المسؤولين المحليين في دعم الرياضة وتشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية التي تساهم في بناء جيل قادر على التميز والعطاء. تأتي هذه الأزمة في وقت يشهد فيه المغرب نهضة رياضية غير مسبوقة بفضل الجهود الجبارة التي يبذلها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي أثمرت عن إنجازات وطنية ودولية لفرق مغربية تمثل المملكة في مختلف المحافل. من هذا المنطلق، يصبح من غير المقبول أن يبقى فريق نجم طرفاية يعاني في صمت، دون أن يحظى بالدعم الكافي الذي يليق بتطلعات ساكنة المدينة وجماهير الفريق. إن النداء موجه اليوم إلى عامل صاحب الجلالة على مدينة طرفاية، وإلى رئيس المجلس البلدي، ورئيس المجلس الإقليمي، لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الفريق الذي يحمل اسم المدينة ويمثل طموحاتها. الدعم المطلوب ليس ترفاً، بل هو ضرورة لإعادة الفريق إلى مساره الصحيح وتمكينه من تحقيق نتائج إيجابية تعكس طموح الساكنة وتطلعاتها. لقد أبانت الرياضة المغربية عن قدرتها على تحقيق النجاحات إذا توافرت الظروف الملائمة والدعم اللازم. وفي ظل العناية الملكية السامية بالرياضة، يجب أن تتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها تجاه فريق نجم طرفاية. هذه الدعوة ليست مجرد مطلب من أجل فريق كرة قدم، بل هي دعوة لتحمل المسؤولية تجاه الشباب، وتحقيق التنمية الرياضية التي تعد جزءاً لا يتجزأ من التنمية الشاملة للمدينة. يحدونا الأمل أن تجد هذه الدعوة آذاناً صاغية لدى المسؤولين، وأن يتم اتخاذ الخطوات العاجلة لدعم الفريق وإنقاذه من الوضع الحالي. إن مستقبل الفريق ومستقبل الرياضة في طرفاية مرهونان بالتزام الجميع بالعمل المشترك لتحقيق هذا الهدف النبيل.