تحولت محطة إنزكان إلى مأوى للأطفال المشردين الذين يبيتون في العراء في عز ليالي البرد القارسة، ويعيشون متشردين على نفقات المارة والمسافرين. وشوهد بحر الأسبوع المنصرم أطفال في عمر الزهور برفقة طفلة لايتجاوز عمرها تسع سنوات في هذه المحطة، وهو الأمر الذي أثار تنبيهات عدد من المواطنين، داعين إلى انتشال هذه الفئة من حالة التيه والضياع التي تعيشها. وأفاد هؤلاء بأن المحطة أصبحت مكانا لإيواء الأطفال المعنيين، لافتين إلى أن منهم من قدم من مدن بعيدة، ومنهم من تمت إحالته سابقا على مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتمكن من الهرب منها والعودة إلى حياة الشارع. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشفت فاطمة عريف، رئيسة جمعية صوت الطفل، أن الوضع المؤلم الذي يعيشه الأطفال بدون مأوى في المحطات الطرقية والشوارع بمدينة أكادير هو نتاج تخاذل الجميع في معالجة هذه الظاهرة. وأوضحت عريف أنه رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها الجمعية في مثل هاته الفضاءات وتطبيب هاته الفئة ومدها بالألبسة والأغطية في هذا البرد القارس، إلا أن هذا ليس كافيا لمحاربة هاته الظاهرة. وشددت ذات المتحدثة على ضرورة تحمل الأباء البيولوجيين مسؤولية أبنائهم، وإيواء الأطفال المتخلى عنهم وعدم تركهم تحت رحمة عصابات الإتجار بالبشر.