يعاني قطاع الصناعة التقليدية بإقليمتزنيت من تحديات كبيرة ألقت بظلالها على الصانعات والصناع التقليديين، حيث شهد القطاع تراجعات خطيرة في السنوات الأخيرة أدت إلى فقدان العديد من الحرفيين لمصدر رزقهم واضطرارهم إلى البحث عن مهن بديلة أقل مردودية، بينما يعاني أولئك الذين تمسكوا بحرفتهم الأصلية من الهشاشة بجميع أبعادها. هذه التراجعات أثارت تساؤلات عديدة حول غياب التدخلات الحكومية لمعالجة الوضع المزري الذي يعيشه هذا القطاع الحيوي. في هذا السياق، وجهت النائبة النزهة أباكريم، عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، سؤالاً كتابياً إلى كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تطالب فيه الوزارة بتوضيح التدابير الاستعجالية التي تعتزم اتخاذها لإنقاذ قطاع الصناعة التقليدية في الإقليم ومعالجة أزماته المتفاقمة. وتشير معطيات النائبة إلى أن قطاع الصناعة التقليدية في تزنيت كان يمثل لفترة طويلة مصدر رزق مشرف للألاف من الحرفيين، حيث تنوعت الحرف بين صناعة الجلد، والفخار، والمعادن، والنسيج، والزربية، والخياطة، والطراز، والدراز، وغيرها من الحرف التي عززت الاقتصاد المحلي ووفرت مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة. لكن مع مرور السنوات، برزت عوامل متعددة أسهمت في تراجع القطاع، من أبرزها غلاء المواد الأولية وندرتها، وغياب الدعم الحكومي للتغلب على هذه المشكلة، إضافة إلى المنافسة الشرسة وغير العادلة للمصنوعات المستوردة التي تغرق الأسواق دون حماية كافية للمنتجات المحلية. كما أشارت النائبة إلى ضعف التأطير الحكومي للصناع والصانعات، خاصة في ما يتعلق بتثمين المنتجات التقليدية وفتح قنوات تصديرها نحو الأسواق الخارجية، فضلاً عن تراجع الجهود الرقابية لضمان جودة المنتجات التقليدية وسلامتها، وتفشي الزبونية في توزيع الفرص للمشاركة في المعارض الوطنية والدولية. كذلك، تطرقت إلى مشكلات ضعف البنية التحتية المخصصة لعرض وتسويق المنتجات التقليدية بالإقليم، وغياب حملات تسويق فعالة تدعم الصناع المحليين. النائبة أباكريم طرحت في سؤالها ثلاثة محاور رئيسية تسائل الوزارة حول تقييمها لواقع الصناعة التقليدية في تزنيت، وطبيعة التدخلات الاستعجالية المزمع اتخاذها لإنقاذ القطاع، وأخيراً الخطط والبرامج التي أعدتها الوزارة لمعالجة الأسباب الجذرية للتراجع. هذه الإشكاليات تفتح باب التساؤل عن مدى اهتمام الحكومة بقطاع الصناعة التقليدية كرافد اقتصادي وثقافي مهم، ومدى استعدادها لتوفير الدعم اللازم لإعادة النهوض به، لا سيما في إقليم عُرف بتاريخه العريق في الحرف اليدوية وصناعاته التقليدية التي تمثل جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية الوطنية.