حذر خبراء اقتصاديون من التداعيات المحتملة لارتفاع نسبة الشيخوخة بالمغرب، وهي الظاهرة التي يتوقع أن تهيمن على الهرم السكاني العالمي بحلول سنة 2050. في هذا السياق، كشف الخبير الاقتصادي مهدي فقير، أن ارتفاع نسبة الشيخوخة في المغرب بدأ منذ سنوات، دون وضع أي استراتيجية حقيقية للتعامل مع هذه الظاهرة، خاصة وأن الأمر سيكون عصيبا في السنوات القادمة. وأوضح فقير أن هذه الظاهرة كلفت دولا أخرى الكثير، إذ فقدت بسببها موقع الريادة على الصعيد الدولي في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى أن نفس الشيء ينطبق على المغرب، لأنه سيواجه مستقبلا إشكالات كبيرة في تدبير النمو الديمغرافي للبلاد. ونبه الخبير الاقتصادي ذاته إلى أن ارتفاع نسبة الشيخوخة سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الوطني، وكذا على قطاع الصحة، باعتبار أن المسألة أعمق بكثير وتهم السياسة العامة للدولة. وأضاف المتحدث ذاته أن ارتفاع نسبة الشيخوخة سيؤدي إلى انخفاض عدد السكان النشيطين وارتفاع نسبة البطالة، لأننا سنكون أمام مواطنين لا يتمتعون بالصحة المطلوبة من أجل الاشتغال. وتجدر الإشارة إلى أن النتائج التفصيلية لعملية الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، التي جرت شتنبر الماضي، كشفت عن ارتفاع نسبة الشيخوخة في المجتمع، حيث انتقلت نسبة الأشخاص الذين يتجاوزون 60 سنة من 8 في المائة سنة 2004 إلى 9,4 في المائة سنة 2014، وقفزت إلى 13,8 في المائة سنة 2024، أي بمعدل نمو سنوي يقدر ب4,6 في المائة، متجاوزا معدل النمو الإجمالي للسكان (0,85 في المائة). ويشار أيضا إلى أن دراسة سابقة أصدرتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) سنة 2023، توقعت أن تنخفض نسبة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة في المغرب إلى 17.9 في المائة من مجموع السكان بحلول سنة 2050، بعدما كانت تمثل هذه الفئة العمرية ربع مجموع الساكنة برسم سنة 2020. في مقابل ذلك، توقعت الدراسة ذاتها ارتفاع نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة إلى 15,5 في المائة سنة 2030، و23,2 في المائة بحلول سنة 2050، لتصل إلى 10 ملايين نسمة من مجموع السكان بالمملكة. وبالنسبة إلى الأشخاص الأكبر سنا الذين تبلغ أعمارهم 70 عاما أو أكثر، فمن المتوقع، حسب الدراسة، أن يتضاعف عددهم بمعدل أربع مرات تقريبا ما بين سنتي 2014 و2050، ليصل إلى 5 ملايين نسمة بحلول هذه الأخيرة، والأمر ذاته بالنسبة للأشخاص المتقدمين جدا في السن، الذين تبلغ أعمارهم 80 سنة وأكثر، إذ سيصل عددهم إلى 1,47 مليون نسمة بحلول سنة 2050، أي بارتفاع بمعدل ثلاث مرات مقارنة بأرقام سنة 2014.