قضت محكمة النقض اليوم الأربعاء 18 دجنبر 2024، برفض طلب الطعن بالنقض الذي سبق للمتهمين في قضية مايعرف بملف كازينو السعدي بمراكش أن تقدموا به ضد القرار الجنائي الإستئنافي الصادر عن غرفة الجنايات الإستئنافية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الإستئناف بمراكش والذي قضى بتأييد قرار غرفة الجنايات الإبتدائية والذي أدان المتهمين بعقوبات سالبة للحرية ،ضمنهم مقاولون وموظفون وقياديون في أحزاب سياسية منتخبون (برلمانيون ومستشارون جماعيون) من بينهم من لازال يمارس حاليا مهام انتدابية بالمجلس الجماعي لمدينة مراكش. وأكد رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي ، أن من المرتقب ان يحيل الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بعد جهوزية نسخة القرار القاضي برفض الطعن بالنقض على الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بمراكش طبقا للمادة 555 من قانون المسطرة الجنائية للعمل على تنفيد منطوق القرار الجنائي الاستئنافي باحالة الملف على الشرطة القضائية لإيداع المتهمين السجن لتنفيذ العقوبة المحكوم بها ضدهم من طرف القضاء. ومن المنتظر أن يحيل الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض نسخة القرار إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، وذلك وفقًا للمادة 555 من قانون المسطرة الجنائية. سيتم بعد ذلك العمل على تنفيذ منطوق القرار الجنائي الاستئنافي من خلال إحالة الملف إلى الشرطة القضائية لتنفيذ العقوبات بالسجن الصادرة بحق المدانين. وكانت محكمة النقض، قد حجزت، أخيرا، ملف قضية "كازينو السعدي" الشهيرة، بعد أزيد من خمسة عشر سنة في دهاليز القضاء. وتعتبر هذه القضية واحدة من أطول القضايا في تاريخ القضاء المغربي، وقد كشفت عن شبكة واسعة من الفساد والرشوة ونهب المال العام، تورط فيها مسؤولون سابقون في بلدية مراكش. بدأت قصة هذه القضية مع تفويت أرض "كازينو السعدي" بأقل من قيمتها الحقيقية، في صفقة مثيرة للجدل أثارت غضب الرأي العام. وقد كشفت التحقيقات عن تورط عدد من المسؤولين في تلقي رشاوى مقابل تسهيل هذه الصفقة وغيرها من الصفقات المشبوهة. وقد أظهرت القضية كيف استغل بعض المسؤولين نفوذهم لتحويل أنفسهم إلى أباطرة عقاريين، حيث استفادوا من صفقات مشبوهة لتكوين ثروات طائلة في وقت قياسي. وقد أدين منتخبون، بعضهم قياديون في أحزاب سياسية، وتقلدوا مسؤوليات عمومية محليا بمراكش ووطنيا إلى جانب موظفين ومنعشين عقاريين، من طرف غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمراكش بعقوبات تصل إلى خمس سنوات حبس نافذا، وهو الحكم الذي تم تأييده من طرف غرفة الجنايات الإستئنافية من أجل تبديد واختلاس أموال عمومية والرشوة والتزوير كل حسب المنسوب إليه. وكانت غرفة الجنايات الاستئنافية بمراكش، قد أصدرت، في نونبر من سنة 2020، حكماً نهائياً في هذه القضية التي شغلت الرأي العام الوطني والمحلي على مدى سنوات. وقد قضت المحكمة بتأييد الأحكام الابتدائية الصادرة في حق عدد من المتهمين، مع تبرئة آخرين. وهكذا، أيدت المحكمة الحكم الابتدائي القاضي بإدانة المتهم الرئيسي في هذه القضية ويتعلق الأمر بالقيادي الإستقلالي، عبد اللطيف أبدوح، المستشار البرلماني السابق ورئيس بلدية المنارة جليز، بخمس سنوات حبسا نافذا وغرامة قدرها 50.000 درهما، بتهمة تبديد أموال عمومية في قضية تفويت أرض كازينو السعدي بسعر بخس. كما أيدت المحكمة أحكاماً أخرى بإدانة متهمين آخرين بفترات حبس متفاوتة وغرامات مالية، وذلك بتهمة المشاركة في تبديد أموال عمومية، فيما برأت متهمين من جميع التهم المنسوبة إليهما.