تواصل أسعار السردين التحليق عاليا في عدد من أسواق المملكة، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 18 درهما، ما أثار قلق المستهلكين، خاصة الأسر محدودة الدخل التي تقبل بشكل كبير على هذا النوع من الأسماك. وأكد مهنيون في قطاع الصيد البحري أن سعر الصندوق الواحد من السردين بلغ حوالي 350 درهما، نهاية الأسبوع المنصرم، مشيرين إلى احتمال استمرار الارتفاع في الأسابيع المقبلة تزامنا مع قرب حلول شهر رمضان. ومن جهتها، شهدت أسعار أنواع أخرى من الأسماك والمأكولات البحرية ارتفاعا لافتا خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك "الصول"، و"الكلمار"، و"الكروفيت"، فبما يرجع الباعة ذلك إلى المضاربات التي تشهدها الأسواق. ويرى بعض المهنيين أن أسباب هذا الارتفاع ترتبط بتراجع الإنتاج السمكي نتيجة للتغيرات المناخية، إلى جانب الزيادة الكبيرة في تكاليف الرحلات البحرية بسبب ارتفاع أسعار الغازوال. وفي مقابل ذلك، يرى بعض الباعة أن الأسواق تشهد نشاطا مكثفا للمضاربين، مما يؤدي إلى تضخم الأسعار، لتنضاف الأسماك إلى قائمة المواد الغذائية المرتفعة الأسعار مثل الدجاج واللحوم الحمراء. وفي ظل الارتفاعات المتتالية لأسعار هذه المنتوجات، يتساءل المواطنون عن الإجراءات التي ستتخذها الجهات المعنية لمواجهة الوضع وضبط الأسواق، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يتزايد فيه الإقبال على الأسماك. ويطالب هؤلاء بتشديد المراقبة على مختلف مسارات البيع، كما كان الحال في رمضان المنصرم، حيث ساهم ذلك في خفض الأسعار نسبيا، مؤكدين أن المراقبة لا يجب أن تكون مناسبانية أو موسمية، بل مستمرة ودائمة لضمان وصول السردين وباقي الأنواع السمكية إلى المواطن بثمن معقول يتماشى مع قدرته الشرائية.