اشتعلت أسعار الأسماك عشية حلول شهر رمضان بمدينة أكادير كما في معظم مدن المملكة، في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات المواطنين التي تشكو الشُّح والغلاء. وأفاد عدد من المواطنين بأن هناك قلة في المعروض من الأسماك وسط ارتفاع أسعارها، مطالبين بفرض مزيد من الرقابة على الأسواق للتحكم في الأسعار، في ظل اعتماد العديد من الأسر على السمك كوجبة رئيسية خلال الشهر الفضيل. ووفقا لهؤلاء، فإن سعر السردين أصبح يتراوح بين 20 و 25 درهما بعدما كان سعره لا يتجاوز 15 درهما، في حين ارتفع سعر "الكروفيت" إلى 140 درهما، في الوقت الذي كان سعره لا يتجاوز 60 درهما. هذا، ووصل سعر "الصول" بدوره إلى 120 درهما، بينما تجاوز سعر "الميرنا" من الحجم الكبير 60 درهما، بعد أن كان يتراوح ثمنها بين 35 و 40 درهما، فيما استقر سعر "الكلمار" في 140 درهما. وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف مهنيون أن الأحوال الجوية تلعب دورا كبيرا في تحديد أسعار الأسماك، ناهيك عن أن بعضها يعيش راحة بيولوجية هذه الأيام، وهو ما تسبب في شحها داخل الأسواق موازاة مع ارتفاع أسعارها. وأضاف ذات المهنيين أن هناك عوامل أخرى تساهم في ارتفاع أسعار السمك، وخصوصا السردين، ومن بينها انتشار الوسطاء والمضاربين، موضحين أن هؤلاء يتحكمون في الأسواق الوطنية ويرفعون الأسعار. وإضافة إلى ذلك، لفت ذات المهنيين إلى أن تهريب بعض أنواع الأسماك يساهم أيضا في ارتفاع ثمنها، مشيرين إلى أنه رغم المجهودات التي تبذل من طرف المكتب الوطني للصيد البحري إلا هذه الممارسات لا تزال سائدة. وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، قد أكد في جلسة شفوية أسبوعية بمجلس المستشارين أن أثمان التقسيط لبيع المنتجات السمكية تخضع لمبدأ العرض والطلب، لكنها تتأثر بتدخل مختلف الوسطاء من مواقع البيع بالجملة إلى أسواق البيع بالتقسيط، فضلا عن تأثرها بكلفة سلسلة التوزيع وهوامش ربح الوسطاء والباعة بالتقسيط، إضافة إلى ارتفاع الطلب، خاصة خلال فترات الذروة.