تم الكشف عن تفاصيل مثيرة عن الخطة التي نفذها بشار الأسد للفرار بسرية تامة لحظات قبل سقوط النظام دون إبلاغ معظم مساعديه أو حتى أفراد عائلته المقربين. وفقاً لمصادر متعددة تحدثت لوكالة "رويترز"، اعتمد الأسد على التكتم والخداع، مما ترك كبار مسؤولي النظام ومؤيديه يواجهون مصيرهم في ظل انهيار العاصمة دمشق. قبل ساعات من مغادرته، عقد الأسد اجتماعاً مع نحو 30 قائداً عسكرياً وأمنياً في وزارة الدفاع، مؤكداً لهم أن الدعم العسكري الروسي قادم، وداعياً إياهم للصمود أمام تقدم قوات المعارضة، لكن خلف الكواليس، كان الأسد قد أعدّ خطة هروبه بعناية دون أن يطلعهم على ذلك. مصادر من دائرته الداخلية كشفت أن الأسد، بعد انتهاء عمله يوم السبت، أبلغ مدير مكتبه أنه سيعود إلى منزله، لكنه توجه بدلاً من ذلك إلى المطار، كما طلب من مستشارته الإعلامية الحضور إلى منزله لتحرير كلمة له، لكنها وصلت لتجده خالياً. حتى شقيقه ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة المدرعة، لم يكن على علم بخطة الهروب، فوفقاً لمساعدين، غادر ماهر بطائرة مروحية نحو العراق ومنها إلى روسيا، كما ترك الأسد أبناء خاله إيهاب وإياد مخلوف يواجهان مصيراً مجهولاً، حيث قُتل إيهاب في كمين لمقاتلي المعارضة أثناء محاولته الفرار إلى لبنان، بينما أصيب إياد بجروح خطيرة. وأكد دبلوماسيان رفيعان أن الأسد غادر دمشق يوم الأحد، مستخدماً طائرة اختفت من على الرادار بعد تعطيل أجهزة الإرسال والاستقبال، في محاولة للهرب من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يقتحمون العاصمة. مصادر مطلعة وصفت المشهد بأنه نهاية مأساوية لرجل حكم سوريا لعقود، اختار الفرار في الظلام، تاركاً خلفه نظاماً منهاراً وأتباعاً تخلى عنهم في أحلك اللحظات.