في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أصدرت القيادة العامة للفصائل المسلحة السورية مجموعة قرارات تهدف إلى تنظيم الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مع التركيز على قضايا مثل تصفية الحسابات، حظر التجوال، توزيع الخبز، وحماية حقوق النساء والإعلاميين. ه ذه القرارات تُسلط الضوء على التحديات التي تواجه بناء مجتمع جديد وسط تداعيات الحرب والصراعات الداخلية. ضبط التصرفات الفردية وتصفية الحسابات أحد أبرز هذه القرارات يتعلق بمعالجة ظاهرة "تصفية الحسابات" والثأر الشخصي. إذ قررت القيادة معاقبة أي تهديد أو محاولة لتصفية الحسابات بين المواطنين بالسجن لمدة عام كامل، مؤكدة أن سورياالجديدة تحتاج إلى التكاتف ونبذ الخلافات. كما شددت على منع المطالبة بدماء الشهداء كوسيلة لتحقيق مكاسب شخصية، وهو ما يُعد خطوة لتفكيك رواسب التقاليد الثأرية التي لطالما أثرت سلبًا على النسيج المجتمعي. إدارة الموارد وضبط التوزيع في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حددت القيادة كمية الخبز المسموح شراؤها بأربع ربطات يوميًا لكل شخص، لضمان توزيع عادل للمخزون المتوفر. هذا القرار، رغم أهميته في تحقيق العدالة، قد يثير تساؤلات حول كيفية مراقبة التنفيذ وضمان عدم احتكار التجار لهذه السلعة الأساسية. حظر التجوال ومخاوف الحرية تضمن القرارات فرض حظر تجوال كامل في دمشق وريفها واللاذقية وطرطوس من الخامسة مساءً حتى الخامسة صباحًا. وبينما يُبرر القرار بالحفاظ على الأمن والنظام، يُخشى أن يتحول إلى وسيلة لتقييد الحركة وفرض السيطرة، مما قد يثير استياء المواطنين المتضررين من القيود المفروضة على حياتهم اليومية. حقوق النساء: حرية اللباس تحت المجهر أثار القرار المتعلق بمنع التدخل في لباس النساء وتأكيد الحرية الشخصية نقاشًا مجتمعيًا عميقًا. فالقرار، الذي يحظر فرض أي طلب يتعلق بالملابس أو المظهر، يعكس توجهًا نحو احترام حقوق الأفراد، لكنه قد يواجه اعتراضات من التيارات المحافظة التي اعتادت فرض معاييرها الأخلاقية على الآخرين. حماية الإعلاميين: بين الحرية والمسؤولية وفي قرار يعكس اهتمامًا بحرية الإعلام، مُنعت أي تهديدات للإعلاميين أو التعرض لهم، مع فرض عقوبة الحبس لمدة سنة على المخالفين. هذا الإجراء يعزز الحماية للعاملين في المجال الإعلامي، لكنه يفتح باب التساؤل حول مدى ضمان حرية التعبير في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. زوايا متعددة وتحديات أكبر بين قرارات تتعلق بالحياة اليومية مثل توزيع الخبز، وأخرى تحمل دلالات اجتماعية عميقة مثل حرية اللباس، تبدو القيادة العامة للفصائل المسلحة السورية وكأنها تحاول تحقيق توازن بين تنظيم الحياة اليومية وحماية الحريات الشخصية.