كشفت مؤخرا الفيديرالية الدولية لكرة القدم "فيفا"، عن تقييمها للمدن الستة التي رشحها المغرب، لاستضافة مباريات مونديال 2030. جاء هذا التنقيط بعد زيارة قام بها وفد مختص من الفيفا لجميع المدن المعنية، من بينها مدينة أكادير. اهتم تقييم الفيفا بأربعة مجالات هي: الملاعب-المواصلات-الإقامة وساحة المشجعين. فيما يتعلق بالمجال الذي يدخل في اختصاص المجلس الجماعي أي النقل داخل المدينة، نجد أكادير احتلت الرتبة الأخيرة من بين باقي المدن، وبتنقيط جد ضعيف 2 على 5. فنجد أكادير متخلفة بشكل كبير عن مدينة مراكش التي حصلت على تنقيط 4،7 على 5. فما الذي ينقص أكادير لتكون في مستوى مراكش؟ تنقيط الفيفا يعكس عدم قدرة المجلس الجماعي لأكادير، على تدبير هذا الاختصاص، وجَعْلِ المدينة في مجال النقل، تواكب التطور الكبير الذي عرفته عاصمة وسط المملكة، من خلال المشروع الملكي المتجسد في برنامج التنمية الحضرية 2020/2024. فالمجلس الجماعي الحالي، تسلَّم مدينة تطَوَّرَتْ، وأصبحت في الصف الأول من بين كبريات المدن المغربية. وهذا ما جعلها مدينة في مستوى استضافة تظاهرات عالمية من حجم مباريات المونديال. رغم ترأس السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، للمجلس الجماعي، لم يلمس المواطن الأكاديري، أي قيمة مضافة لهذه الرئاسة بقبعتين. بل إن رئاسة المجلس الجماعي من قبل السيد رئيس الحكومة، كانت وبالا على المدينة، بحكم الغياب المتواصل للسيد الرئيس عن الجماعة، وعدم قدرة نائبه عن القيام بدوره كرئيس فعلي، قادر على اتخاذ القرارات باستقلالية تامة. وما التنقيط الضعيف جدا الذي ورد في تقييم الفيفا، إلا برهانا للضعف الذي تعرفه جماعة أكادير في تدبير شؤونها. الآن ما العمل؟… المغرب مُقدِم على تنظيم مونديال 2030، وأكادير من المدن المرشحة لاستضافة مباريات المونديال. والمواطن الأكاديري يفتخر بمدينته التي ستحظى بشرف هذه الاستضافة. كما أنها سوف لن تكون فقط مدينة من بين المدن الرئيسية في المملكة، بل مدينة ذات صيت دولي ولها شهرة عالمية. لكن التنقيط الضعيف الذي حصلت عليه عاصمة سوس العالمة، خلق نوعا من الارتباك لدى ساكنة أكادير التي أصبحت تتخوف من إبعاد مدينتها، لا قدر الله، عن المدن التي ستستضيف المونديال. تطوير النقل داخل المدينة، تتداخل فيه اختصاصات كل من المجلس الجماعي، ومجموعة الجماعات للنقل والتنقلات الحضرية، وشركة التنمية المحلية للنقل والتنقلات. كل مؤسسة لها دورها في مجال التنقل داخل المدينة. لكن المجلس الجماعي، هو مؤسسة منتخبة، خاضعة للمساءلة، من قبل الناخب الأكاديري. كما أنه بصفته المنتخبة، هو المخول للترافع عن مصالح المدينة. وبالتالي، يبقى هو المسؤول الأول عن تنفيذ المعايير التي تطلبها اللجنة المختصة في الفيفا. المواطن الأكاديري ينتظر ما سيقوم به المجلس الجماعي برئاسة السيد عزيز أخنوش، في مجال المواصلات، بمعية باقي المؤسسات المسؤولة عن تطوير التنقلات داخل المدينة. وأملنا كبير في أن يقوم المجلس الجماعي بما هو مطلوب منه، لأن المونديال في أكادير ترَسَّخ في ذهن الساكنة. ولا نريد، لا قدر الله، أن تفقد مدينتنا هذا الرهان، علما بأن تنقيط الفيفا ضعيف وضعيف جدا، ويضع المدينة على محك القدرة على معالجة اختلالات المواصلات في مدينة الانبعاث. سعيد الغماز