أثارت الهوية البصرية الجديدة التي كشف عنها التحالف الثلاثي بجماعة تزنيت موجة من الانتقادات الحادة، حيث وصفت بأنها تشويه للهوية الثقافية الأمازيغية التي تعد جزءََ لا يتجزأ من تراث المدينة. الانتقادات لم تقتصر على المهتمين بالشأن الثقافي فقط، بل شملت أيضاً مثقفين وفنانين عبروا عن استيائهم من هذا التصميم الذي وصفه البعض ب"المسخ". الفاعل المدني سعيد رحيم قال في تعليقه على الهوية البصرية الجديدة: "هذا المسخ والكيتش يعبر حقيقة عن حال المدينة. الكيتش، كما يراه ميلان كونديرا، هو أن تكون نفاية دون أن تدرك أنك كذلك." هذه الجملة تلخص عمق الغضب الذي اجتاح الأوساط الثقافية، إذ يرى كثيرون أن الهوية الجديدة لا تعكس روح تزنيت ولا تراعي الأبعاد الثقافية والتاريخية للمدينة. أخطاء لغوية ومزيج غير متناسق من بين أبرز الانتقادات التي وُجهت لهذه الهوية البصرية هو الاستخدام العشوائي للغة الأمازيغية، حيث لوحظ خلط غريب بين حروف تيفيناغ والحروف اللاتينية، مما أفرز كتابة مشوهة وغير دقيقة. إلى ذلك، تم استبدال الحرف الأمازيغي ⵜ بالحرف اللاتيني T، مما يعكس عدم احترام القواعد اللغوية الأمازيغية، هذه الأخطاء ليست فقط لغوية بل تحمل دلالات أعمق تعكس ضعفاً في فهم الهوية الثقافية للمدينة. بين التراث والحداثة: أين تذهب تزنيت؟ تزنيت، التي طالما عُرفت بأنها رمز للثقافة الأمازيغية والحرف التقليدية، تبدو اليوم ضحية لمحاولات "حداثة" لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتها التاريخية والثقافية. الهوية البصرية، التي من المفترض أن تكون انعكاساً لروح المدينة، تحولت إلى نقطة خلاف عميق، ما يثير تساؤلات حول رؤية التحالف الثلاثي لإدارة المدينة، واهتمامه الفعلي بالحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية. إعادة النظر ضرورة وليست رفاهية إن الخطأ في تقديم هوية بصرية يعكس انعدام الرؤية الواضحة، وهو ما قد يكون مؤشراً على ضعف في تدبير شؤون المدينة بشكل عام. ما تحتاجه تزنيت ليس فقط إعادة تصميم الهوية البصرية، بل إعادة التفكير في كيفية التعامل مع تراثها وهويتها، فالهوية الأمازيغية ليست مجرد شعارات تُرفع أو تصاميم تُعرض، بل هي جوهر المدينة وروحها. تزنيت تستحق هوية بصرية تليق بمكانتها التاريخية والثقافية، وليس مسخاً يسيء إليها، التغيير الحقيقي يبدأ من احترام الماضي وفهم الحاضر لرسم مستقبل يُشرف المدينة وسكانها.