شهدت مدينة تارودانت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، توافد عدد من المهاجرين جنوب الصحراء، بعد ترحيلهم من مدن شمال المملكة. وعرفت المدينة في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأحد فاتح دجنبر 2024، توافد حافلة من المهاجرين، تقل أزيد من 25 مهاجرا ينحدرون من دول السينغال والكاميرون وتشاد وأنغولا. ووفقا لما أوردته مصادر مطلعة، فقد تم خلال الأسبوع الماضي ترحيل أزيد من 200 من الأفارقة المهاجرين، من بينهم فتيات مهاجرات، من مدن الشمال ومراكش وتوزيعهم عبر مجموعات على مراكز أقاليم جهة سوس ماسة، وخاصة مدينة تارودانت. وخلفت الواقعة استنكارا واسعا من طرف الساكنة، التي عبرت من خلال تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن تنديدها بهذا الإجراء، خصوصا وأن تارودانت أصبحت تؤوي العشرات من المهاجرين الأفارقة قدموا إليها بعد عمليات ترحيل مماثلة من مدن الشمال. ويأتي هذا في الوقت الذي تتبنى فيه السلطات سياسة تشتيت تجمعات المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في مدن شمال المغرب، التي يترصدون فيها فرص الهجرة السرية إلى الضفة الأوروبية، وذلك عبر ترحيلهم إلى مدن توجد في الداخل، لاسيما تزنيت وطاطا وتارودانت. وتظل مدينة تزنيت أكثر المدن استقبالا لأفواج المهاجرين الأفارقة السريين، الشيء الذي دفع نشطاء حقوقيين إلى انتقاد سياسة الترحيل، خشية تحول المدن التي يرحل إليها المهاجرون إلى مراكز إيواء.