أقدمت ثلاث حافلات للنقل الوطني، في الساعات الأولى من صباح اليوم، على إفراغ العشرات من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء بمدينة تزنيت. وخلفت الواقعة استنكارا واسعا من طرف الساكنة، التي عبرت من خلال تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن تنديدها بهذا الإجراء، خصوصا وأن المدينة تشهد مخيما عشوائيا يأوي العشرات من المهاجرين الأفارقة قدموا إليها بعد عمليات ترحيل مماثلة من مدن الشمال. بابلو، واحد من المهاجرين الذين طالتهم عملية الترحيل، قال في تصريح لهسبريس: "هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يتم فيها ترحيلي إلى تزنيت، لكن كالعادة لن ألبث بهذه المدينة طويلا، سأعود إلى الناظور في أول فرصة مواتية". وتابع المتحدث ذو الأصول الغينية قائلا: "لقد أمضيت رفقة زملاء لي أسبوعا كاملا بمدينة الرباط، وكنا نستعد للتنقل نحو الناظور بشمال المغرب، لكن السلطات كان لها رأي آخر وقامت بترحيلنا بالقوة إلى تزنيت في سيناريو مماثل للمرتين السابقتين". وعن ظروف ترحيل المهاجرين من الرباط إلى تزنيت، أوضح بابلو أنها "ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها لا إنسانية، لكن ما دمنا نضع نصب أعيننا حلم العبور نحو أوروبا فيجب علينا أن نتحلى بالصبر ونتحدى جميع المصاعب"، مضيفا: "لا تهم الطريقة التي سنعبر بها إلى الضفة الأخرى، الأهم هو العبور". وكانت مدينة تزنيت قد استقبلت شهر ماي الماضي دفعات مماثلة من المهاجرين والمشردين والمختلين عقليا، وهو ما فجر نقاشا واسعا من طرف الفعاليات المنتخبة والجمعوية والنقابية والسياسية بالمدينة، التي عبرت عن غضبها الشديد من استهداف مدينتها وتحويلها إلى قبلة مفضلة لإبعاد أفواج من الفئات الاجتماعية سالفة الذكر من مدن ومناطق أخرى. كما سبق أن التزمت السلطات الإقليمية بتزنيت، في اجتماع ترأسه عامل الإقليم حول الموضوع نفسه مطلع شهر يونيو الماضي، بالاطلاع على أعداد المهاجرين الأفارقة والاستمرار في عملية الترحيل التدريجي للمشردين والمختلين عقليا، عبر التأكد من هوياتهم وترحيلهم إلى حيث تقيم أسرهم في غضون عشرة أيام، مع التأكيد على تدخل عامل الإقليم شخصيا لدى السلطات المعنية بالأقاليم المصدرة لهذه الفئات الاجتماعية.