عاد جلالة الملك محمد السادس إلى أرض الوطن بعد قضائه إجازة خاصة في العاصمة الفرنسية باريس، حيث استغل الملك فترة الاستراحة في متابعة شؤون الدولة عن بعد، وتأتي هذه العودة قبل زيارة عمل رسمية مقررة إلى فرنسا يوم 7 ديسمبر 2024 للمشاركة في حدث عالمي بارز. جلالة الملك سيمثل المغرب في مراسيم إعادة افتتاح كاتدرائية "نوتردام دو باري" الشهيرة، التي تعرضت لحريق مدمر سنة 2019. هذا الحدث يُعتبر مناسبة رمزية تجسد الجهود الدولية لحماية التراث الإنساني المشترك. و بمشاركة جلالة الملك، ينضم المغرب إلى قائمة تضم أكثر من 60 قائدًا ورئيسًا من جميع أنحاء العالم في هذه المراسيم. الحضور يعكس مكانة المملكة المغربية ودورها الفاعل في القضايا الثقافية والتراثية ذات الأبعاد العالمية. كاتدرائية "نوتردام" ليست مجرد معلم ديني فرنسي، بل هي رمز للتراث الإنساني الذي يوحد الشعوب، ومشاركة المغرب في هذا الحدث تبرز التزامه بالحفاظ على هذا الإرث المشترك. زيارة الملك محمد السادس إلى فرنسا تحمل أبعادًا تتجاوز الطابع البروتوكولي، فهي تؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا، والتي تمتد إلى مجالات متعددة تشمل السياسة، الثقافة، والتعاون الاقتصادي. كما أن الحضور الملكي في مثل هذه المناسبات يبرز دور المغرب كفاعل دولي يحترم القيم الإنسانية، ويشدد على أهمية الحوار الثقافي بين الحضارات. زيارة الملك إلى فرنسا في هذا الظرف تحمل أيضًا إشارات لتعزيز العلاقات الثنائية في وقت تتطلب فيه الظروف الدولية تعاونًا أكبر، كما تتيح الزيارة فرصة لإعادة التأكيد على دور المملكة كجسر ثقافي وحضاري بين إفريقيا وأوروبا. هذا، وتُعد مشاركة جلالة الملك محمد السادس في افتتاح كاتدرائية "نوتردام" رمزًا للانخراط المغربي في المبادرات العالمية التي تحتفي بالتراث الإنساني وتعزز قيم الوحدة والتضامن بين الشعوب.