افتتحت أسواق النفط تعاملات الأسبوع، اليوم الاثنين 25 نونبر 2024، على تراجع واضح في الأسعار، مدفوعة بعمليات جني أرباح بعد الارتفاع الملحوظ الذي شهدته الأسواق نهاية الأسبوع الماضي على خلفية تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية. أداء الأسواق: انخفاض طفيف لكنه ملحوظ بحسب بيانات بلومبرغ، سجلت العقود الآجلة لكبريات خامات النفط انخفاضات متفاوتة خلال ساعات التداول الأولى: * خام غرب تكساس الوسيط (WTI): انخفض بنسبة 0.73% ليستقر عند 70.72 دولارًا للبرميل، متراجعًا عن مكاسب حققها الأسبوع الماضي. * خام برنت: تراجع بنسبة 0.63% ليصل إلى 74.70 دولارًا للبرميل، بعد تجاوزه حاجز 75 دولارًا في الجلسة السابقة. محركات التراجع: عوامل اقتصادية وجيوسياسية متداخلة رغم الدعم الذي وفرته التوترات الجيوسياسية لسوق النفط مؤخرًا، إلا أن عدة عوامل أسهمت في التراجع الحالي للأسعار، أبرزها: 1. عمليات جني الأرباح: مع تحقيق مكاسب كبيرة الأسبوع الماضي، فضل المستثمرون إعادة تقييم مراكزهم المالية، مما أدى إلى تراجع الطلب الفوري على العقود الآجلة. 2. استقرار نسبي في مخاوف الإمدادات: رغم استمرار النزاع الروسي الأوكراني، لم تُسجل أي انقطاعات مباشرة في الإمدادات خلال الأيام الأخيرة، مما خفف الضغط التصاعدي على الأسعار. 3. بيانات اقتصادية مختلطة: تسود الأسواق مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، خاصة مع استمرار السياسات النقدية الصارمة في كبرى الاقتصادات، مما يحد من الطلب على الطاقة. الارتفاع الأخير: توترات جيوسياسية وتأثيراتها شهدت أسعار النفط يوم الجمعة الماضي قفزة تجاوزت حاجز 75 دولارًا للبرميل، مدفوعة بعدة تطورات عالمية: * تصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا: زادت التوترات العسكرية من مخاوف الأسواق بشأن انقطاع الإمدادات النفطية الروسية. * التوترات في الشرق الأوسط: المنطقة تستمر في لعب دور رئيسي في تشكيل معنويات السوق، نظرًا لدورها المحوري في إنتاج وتصدير النفط. * إشارات من منظمة "أوبك+": رغم عدم صدور قرارات جديدة، تترقب الأسواق أي تغييرات في سياسات الإنتاج المستقبلية لضبط الأسعار. التوقعات المستقبلية: استمرار التقلبات يشير محللون إلى أن سوق النفط سيظل عرضة لتقلبات واضحة خلال الفترة المقبلة، حيث ستبقى عوامل عديدة على الطاولة: * التوترات الجيوسياسية: خاصة النزاع الروسي الأوكراني والتطورات في الشرق الأوسط. * تعافي الطلب في الصين: ثاني أكبر اقتصاد عالمي والمستورد الرئيسي للنفط، إذ يراقب المستثمرون إشارات انتعاش اقتصاده. * قرارات البنوك المركزية العالمية: أسعار الفائدة المرتفعة قد تؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة. الرؤية الاقتصادية الشاملة رغم التراجع الحالي، لا تزال أسعار النفط تتحرك ضمن نطاق يدعم المنتجين، مع وجود احتمال لتصاعد الأسعار مجددًا إذا شهدت الأسواق أزمات جديدة في الإمدادات. ومع ذلك، فإن هشاشة التعافي الاقتصادي العالمي قد تفرض ضغوطًا على الطلب على النفط، ما يجعل التوازن في السوق أمرًا بالغ الحساسية.