عاودت أسعار النفط الارتفاع مجدد خلال تعاملات الخميس، وقفزت بنحو أكثر من ستة بالمئة بعد تحذير من وكالة الطاقة الدولية. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الأسواق قد تفقد ثلاثة ملايين برميل يوميا من الخام والمنتجات المكررة من روسيا بدءا من نيسان/ أبريل. وذكرت الوكالة أن الإمدادات المفقودة ستكون أكبر بكثير من الانخفاض المتوقع في الطلب البالغ مليون برميل يوميا والناجم عن ارتفاع أسعار الوقود. وصعدت أسعار النفط، الخميس، بأكثر من 5%، واقتربت عقود "برنت" العاجلة من مستوى 104 دولارات للبرميل، في ظل مخاوف من تأثر إمدادات الخام بالأوضاع المرتبطة بأوكرانيا. فيما صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 6.02% إلى 103.92 دولار للبرميل، وفقا لبيانات موقع "بلومبرغ". وتتخوف أسواق النفط من تأثر إمدادات النفط الخام بالأوضاع المرتبطة بأوكرانيا، وخاصة بعد صدور التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية، والذي تخوف من حدوث "صدمة" في إمدادات النفط العالمية، بعد العقوبات المفروضة على روسيا. وانخفض العقدان أمس عند التسوية، في أعقاب قفزة غير متوقعة في مخزونات الخام الأمريكية ومؤشرات على تقدم في المحادثات الروسية الأوكرانية. وخلال تعاملات الأربعاء، هبطت أسعار النفط للمرة الخامسة في ست جلسات، في رد فعل للمتعاملين على آمال حصول تقدم في محادثات السلام بين روسياوأوكرانيا، وزيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية. وتشهد سوق النفط تقلبات حادة منذ حوالي أسبوعين، وجرى تداول الخامين القياسيين كليهما على مدار الثلاثين يوما الماضية، في نطاق هو الأوسع من أي وقت منذ منتصف 2020. وكانت موجة شراء محمومة، الأسبوع الماضي، قد دفعت برنت ليتخطى لفترة وجيزة 139 دولارا للبرميل، وسط مخاوف من انقطاع في الإمدادات الروسية. وبرنت الآن منخفض أكثر من 40 دولارا عن ذلك المستوى، ويحذر محللون من أن هذا يعكس تفاؤلا كبيرا بأن الحرب ستنتهي قريبا. وفرضت الولاياتالمتحدة ودول أخرى عقوبات صارمة على روسيا منذ أن غزت أوكرانيا قبل أكثر من أسبوعين. وعرقل هذا تجارة نفط لروسيا تبلغ أكثر من 4 إلى 5 ملايين برميل من الخام يوميا. وقال وانغ شياو الباحث لدى جوتاي جونان فيوتشرز: "يتراجع الحماس بالسوق للتداول بناء على التداعيات الجيوسياسية، ما يساعد في إخراج بعض العلاوات من أسعار النفط. إنه وقت إعادة تقييم العوامل المختلفة". وتجاهلت السوق إلى حد بعيد قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أمس الأربعاء، رفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعا. وحصلت المعنويات بالسوق على دعم من تعهد الصين بسياسات لدعم أسواق المال والنمو الاقتصادي، في الوقت الذي عزز فيه انخفاض الإصابات الجديدة بكوفيد-19 في الصين الآمال في أن ترفع السلطات قيود السفر وتسمح للمصانع باستئناف الإنتاج في مدن تخضع للإغلاق العام.