في أعقاب الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت في الخامس من نوفمبر بالولاياتالمتحدة، يشهد المشهد السياسي الأمريكي تحولاً غير مسبوق؛ إذ فاز دونالد ترامب بولاية ثانية في البيت الأبيض، وتمكن الجمهوريون من إحكام قبضتهم على مجلس الشيوخ. والآن، على بُعد خطوات قليلة، يقتربون من تحقيق الأغلبية في مجلس النواب أيضًا، حيث تفصلهم أربعة مقاعد فقط عن السيطرة الكاملة على الكونغرس. فوز مدوي بانتخابات الرئاسة ومجلس الشيوخ أظهرت النتائج الأخيرة لفوز ترامب بولاية ثانية حصوله على 312 من أصوات كبار الناخبين، مقابل 226 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس. كان الدور الحاسم في هذه النتيجة لولايات متأرجحة كفلوريدا وأريزونا وجورجيا، حيث ضمن ترامب 93 صوتًا ثمينًا، عززت من تقدمه. ليس هذا فحسب، بل فاز أيضًا بالتصويت الشعبي بفارق خمسة ملايين صوت تقريبًا، محققًا أكبر نسبة تصويت لأي مرشح رئاسي جمهوري حتى الآن، بحصوله على أكثر من 74.7 مليون صوت، وفقًا لتقرير وكالة أسوشييتد برس. على صعيد آخر، لم يكن طريق الجمهوريين نحو السيطرة على مجلس الشيوخ معقدًا، إذ حصلوا على 53 مقعدًا مقابل 46 للديمقراطيين، مما يمنحهم أغلبية مريحة نسبيا. ورغم بقاء مقعد أريزونا في طور الحسم، حيث يتقدم الديمقراطي روبن غاليغو بفارق طفيف أمام الجمهورية كاري ليك، فإن السيطرة الجمهورية تبدو واضحة. مجلس النواب: أربعة مقاعد فاصلة نحو الأغلبية أما في مجلس النواب، فقد حصد الجمهوريون 214 مقعدًا حتى الآن مقابل 203 مقاعد للديمقراطيين. وبقي 23 مقعدًا لم يُحسم بعد، معظمها في الولايات الغربية التي تتسم ببطء عمليات الفرز. ويبرز من بين هذه المقاعد، 14 مقعدًا يشهد تنافسًا حادًا بين الحزبين، ما يجعل الديمقراطيين بحاجة لكسبها جميعًا لاستعادة الأغلبية التي فقدوها في عام 2022، وهي مهمة صعبة للغاية بالنظر إلى الظروف الحالية وتوجهات الناخبين. إذا تمكن الجمهوريون من حصد المقاعد المتبقية اللازمة، فسيتيح لهم ذلك توجيه الكونغرس لتمرير تشريعاتهم بسهولة، بما في ذلك خفض الضرائب، وتقليص الإنفاق الحكومي، وتخفيف القيود على القطاع الطاقي، وتشديد إجراءات ضبط الحدود. ومن شأن هذا البرنامج التشريعي أن يعكس توجهًا واضحًا نحو سياسة محافظة تهدف إلى تقليل دور الحكومة في الاقتصاد وتطبيق سياسات أكثر تشددًا في قضايا الهجرة والأمن الداخلي. تأثير السيطرة الكاملة على القرارات التشريعية السيطرة على مجلس الشيوخ ومجلس النواب معًا تتيح للجمهوريين إمكانية التأثير بشكل كبير على مسار السياسة الأمريكية. فبوجودهم على رأس السلطة التنفيذية ممثلة في البيت الأبيض، وسيطرتهم على الكونغرس، يمكن للجمهوريين تمرير التشريعات وتعيين المسؤولين دون عرقلة تُذكر من الديمقراطيين. فمن المتوقع أن يساهم مجلس الشيوخ في تمرير تعيينات ترامب بسرعة، سواء كانوا وزراء، أو سفراء، أو مدراء للوكالات الفيدرالية، وكذلك المصادقة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.