مازالت معركة السيطرة على الكونغرس الأمريكي محتدمة صباح اليوم الأربعاء، وذلك غداة إجراء انتخابات التجديد النصفي التي لم تسفر، في نهاية المطاف، عن "الموجة الجمهورية" التي كانت مرتقبة قبل هذا الاقتراع الحاسم. فقد حصد الحزبان انتصارات تداولتها وسائل الإعلام، غير أنه وبعد واحدة من أكبر وأعلى حملات التجديد النصفي كلفة في التاريخ الحديث فإن السيطرة على الكونغرس تظل غير مؤكدة، إذ مازال يتعين شغل العديد من المقاعد. وتشمل نتائج المعارك الحاسمة، التي لم يتم الإعلان عنها بعد، ولايات جورجيا ونيفادا وويسكونسن وأريزونا. وفي بنسيلفانيا، إحدى الولايات الرئيسية، هزم الديمقراطي جون فيترمان الجمهوري الدكتور محمد أوز، المسنود من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك بعد حملة انتخابية صاخبة. وأدى هذا الانتصار، الذي تحقق بشق الأنفس، إلى تحويل مقعد في مجلس الشيوخ كان يشغله في السابق عضو جمهوري إلى ديمقراطي، ما عزز فرص الديمقراطيين في الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ. ويبدو أن الجمهوريين، بدورهم، بصدد بسط السيطرة على مجلس النواب، الأمر الذي يتيح لهم عرقلة الأجندة التشريعية للرئيس جو بايدن خلال العامين الأخيرين من ولايته. غير أن المحللين يعتبرون أن أغلبية الحزب الجمهوري في طريقها لأن تكون ضيقة، فالعديد من السباقات مازالت غير محسومة، وفوز الديمقراطيين يظل غير مستبعد. وأيا كانت النتيجة النهائية فإن وجود حكومة شديدة الانقسام في واشنطن سيجعل من الصعب على أي من الطرفين المضي قدما في تنفيذ أجندته. في مقابلة مع "بلومبورغ"، قال النائب الجمهوري السابق توم ديفيس: "لا تتوقعوا وقوع أحداث كبرى قبل عام 2025′′، مضيفا أن "مجرد تمرير الميزانية ورفع سقف الديون سيكون أمرا صعبا". وخلال هذا الاقتراع الحاسم يتم تجديد جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435، بالإضافة إلى ثلث المقاعد المائة في مجلس الشيوخ. كما تجري العديد من الولايات والمقاطعات والمدن انتخابات لممثليها؛ وهكذا يتم انتخاب ما يقرب من ثلثي حكام الولايات. ومن بين أبرز الفائزين في هذه الانتخابات حاكم فلوريدا، الجمهوري رون ديسانتيس، الذي أعيد انتخابه بسهولة لولاية ثانية، ليعزز هذا الانتصار الساحق صعوده كمنافس رئيسي في السباق نحو البيت الأبيض عام 2024.