(.. وأنّ ما يسمّى بالمسيرة الخضراء التي جرت سنة 75 لم تكن إلاّ مسرحية هزليّة وأكذوبة بل وأكبر خديعة في التاريخ جمع لها الحسن الثاني آنذاك كل المرتزقة والجياع والمحبوسين من سجناء الحق العام ومروجي المخدرات ..) مقتطف من تقرير تلفزيّ بالقناة الأولى الرسمية الجزائرية والذي رافقته بصور ومشاهد من أحداث "إيكديم إيزيك" التي جرت بمدينة العيون 2010 على أنّها مشاهد تعود لما وصفته القناة الرسميّة للدولة بتشريد الصحراويين سنة 1975 في الحقيقة لم تفاجئني لغة هذا التقرير والاوصاف القدحية المباشرة فأبناء الأصول والفراش يؤتمنون حتّى في عدواتهم لكن المفاجئة هي استذكار عصابة شنقريحة بأن هناك مسيرة خضراء بعد نصف قرن من انطلاقها وهي حلقة استثنائية في خضم هذه الحملات العدائية للإعلام الرسمي الجزائري بما في القنوات الرسمية، ووكالة الأنباء والجرائد الممولة من طرف الدولة والمليئة بالأرقام والمعطيات والأوصاف التي يصعب تصديقها حتى من المتلقي الجزائري في الداخل فكيف بالخارج.. لكن التركيز هذه المرّة على المسيرة الخضراء المباركة هو إعلان مباشر لعودة النزعة البومديانية إلى سلطة القرار وفي كل مفاصل الدولة بدأت ملامحه مباشرة بعد بداية هذه العهدة الثانية من خلال عودة بقايا الحرس القديم ك محيي الدين عميمور منظر المقبور هواري بومدين وصاحب فكرة منفذ على المحيط الأطلسي عبر تقسيم الصحراء وووو. بل صرح مؤخراً بأن جزائر بومدين أخطأت حين لم تعلن الحرب على الحسن الثاني لحظة انطلاق المسيرة الخضراء لذلك جاء هذا العجوز كي يعلن الحرب على المسيرة الخضراء بعد نصف قرن ويمارس القصف اللغوي القدحي شفاءً لمرضه وحقده الدّفين...ولو أنّه بهذا الفعل المذموم لم يصل إلى الجريمة الإنسانية التي ارتكبها المقبور هواري بومدين في تهجير مغاربة الجزائر سنة 1975 تحت اسم المسيرة السوداء / الكحلة 350 الف مغربي ومغربية شيوخ واطفال.. رجال فصلوا عن زوجاتهم.. بين الإخوة والاخوات.. معاقون ومرضى.. وحالات إنسانية قصوى هجرت قسراً ورميت عنفاً على الحدود الشرقية هناك ذات دجنبر قارس.. مسيرتان بقائدين هما الآن في دار الحق.. يوم تبيضّ وجوه وتسودّ تلك التي لم تحترم حتّى شريعة العيد ويوم النحر بعد عرفة.. وتقطع صلة الرحم بين الإخوة.. وتحرم الأم من رضيعها.. ( وما كان ربّك نسيّاً) هي مسيرتان.. خضراء اينعت ثمارها على الغرب وأخرى سوداء كاسوداد وجه هذا النظام العبيط وسط الأمم والشعوب.. بل هي العشرية السوداء في تاريخكم القريب.. ونصف الجنيرالات في السجن.. وغيرهم من الوزراء.. وبين الحاكمين اليوم لا يسود الا الرعب والخوف من الإغتيال وقس على ذلك النقص في الثمرات والصفعات الدبلوماسية الرسمية وغيرها أمّا ما وصف بالجياع والمرتزقة وقطّاع الطّرق فهم في عيوننا أبطال العبور نحو مغرب العزّ بين الأمم.. فقراء.. بسطاء شعبيون ومن قاع المجتمع حتّى.. لا ينقص من شهامتهم وصدق نضاليتهم الوطنية وقناعتهم الصوفية في أن الدفاع عن الوطن والشهادة من أجله واجب شرعي ديني أخلاقي.. بهذه الصدقية.. والمصحف على الأيادي وطأت أقدامهم الشريفة ارض الصحراء كي تسافر بنا نحو مسيرات تنموية كبرى وعلى كل المستويات والاصعدة.. وما زلنا أرفياء لأرواح شهدائنا الذين تركناهم في طريق بناء هذا الوطن والرقي به بين الأمم وفاء لاقدام مسيرة العبور... وهل من مشهد يسجد هذا الوفاء أكثر من العملية التي قام بها المغاربة أحفاد المتطوعين بمدينة دبي حين رفعوا أكثر من 367 شكاية في يوم واحد ضد كرغولي رسم على سيارته المطعمية خريطة المغرب بدون صحرائه.. ولم تغرب الشمس حتى بهت الكرغولي كعادته نظامه هي نفس الشمس التي لم تغرب على سماء المحبس حتى قضت طائرة الدرون ( صنع مغربي) على مرتزقة بوليساريو حاولت التشويش على احتفالات عيد المسيرة الخضراء بجماعة المحبس.. هو الجدار بين الموت والحياة بين الخضراء والسوداء.. بين من تركوا أحفادهم – بعد مسيرة العبور – يواصلون رفع العلم عالياً وعالميّاً.. ويجتهدون في ملء نصف الكأس الباقي من تقدم الوطن وتطوّره عبر عدالة اكثر اجتماعية ومجالية..وإنسانية.. وبين ورثة المقبور هواري بومدين الحافظين على وصيّته بكل إخلاص وتفان من خلال العيش تحت جلباب العدو الخارجي ممثل في المغرب، التي تحوّلت إلى نكتة لم تعد تضحك أحد. فأن ينام ويصحى نظام بكامل على صناعة الأعداء الوهميين وأن يتعطّش لحرب بدون أن يطلق ولو رصاصة واحدة غير الرصاص الذي أطلق على الشعب الجزائري في "العشرية السوداء" فهو نظام عصابة لا ترى غير أرنبة أنفها، مصابة بالحول والعمي.. فأخطأت الطريق والسير والمسير ومن يضلل الله فلاهادي له.. الآية