كشف موقع "أكسيوس" عن خطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتشكيل فريقه الجديد للأمن القومي بتوجهات مختلفة عن تلك التي اتبعها خلال فترته الأولى في الرئاسة. وبعد التجارب السلبية السابقة التي مر بها، يتجه ترامب لتعيين شخصيات مألوفة لكنها غير تقليدية في هذا الفريق، حيث يفضل الاعتماد على رجال أعمال ومديرين تنفيذيين، واستبعاد الجنرالات العسكريين السابقين من المناصب الرئيسية. تأتي هذه الخطوة من قبل ترامب كتأكيد على رغبته في تغيير نهج فريقه في التعامل مع القضايا الأمنية والسياسية، والاستفادة من خبرات جديدة ذات خلفيات اقتصادية وإدارية، بعيداً عن القيادات العسكرية التي اعتاد أن يلتف حولها في السابق. ووفقاً للتقارير، فإن الرئيس المنتخب يفضل وجود شخصيات تنفيذية ورجال أعمال ممن يمتلكون خلفية قوية في إدارة المؤسسات الكبرى، وربما يأتي هذا التوجه في إطار سعيه لتحقيق ما يراه رؤية جديدة للأمن القومي الأمريكي. إلى جانب ذلك، أفادت المصادر بأن ترامب يخطط لتعيين عدد من الشخصيات الموالية له في مناصب بارزة في العاصمة واشنطن، ما قد يشير إلى رغبته في الاعتماد على فريق يشاركه توجهاته وآراءه السياسية، لضمان تنفيذ سياساته دون عراقيل من أطراف غير متوافقة. وفيما يتعلق بمنصب وزير الخارجية، أوضحت المصادر أن ريتشارد غرينيل، السفير الأمريكي السابق في ألمانيا، يعد من أبرز المرشحين للمنصب. غرينيل كان له دور استشاري خلال الحملة الانتخابية لترامب، وتحديداً فيما يتعلق بسياسات الخارجية، ومن المتوقع أن يكون ملف العلاقات بين روسيا وأوكرانيا أحد أولوياته. يعد غرينيل من الشخصيات التي تجمعها علاقات صداقة وطيدة بالمغرب، كما يعتبر أحد مهندسي الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، إضافةً إلى دوره في إنجاز الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل لاستئناف العلاقات الدبلوماسية. وكان غرينيل قد زار المغرب في سبتمبر 2020 والتقى بعدد من المسؤولين الكبار، ليعزز التعاون بين الولاياتالمتحدة والمغرب. وفي 10 ديسمبر من نفس السنة، تم الإعلان رسمياً عن الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من جانب المغرب، إذ مثلت اعترافاً أمريكياً بمغربية الصحراء، وتعزيزاً للعلاقات المغربية الأمريكية الإسرائيلية. تظل التحركات الجديدة التي يقوم بها ترامب لترتيب فريق الأمن القومي ملفتة، حيث تشير إلى رغبته في تبني مقاربة مختلفة تركز على تحالفات مهنية وشخصية، وهو ما قد يؤثر على الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية في السنوات المقبلة.