قال محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إن المحادثات الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكين، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، تكشف عن اهتمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشمال إفريقيا، حيث بدأ هذا التحرك بالدبلوماسية المغربية، ويظهر أن هناك استراتيجية جادة في التعامل مع كل قضايا شمال إفريقيا، من ضمنها ليبيا وقضية الصحراء المغربية. وأوضح أكضيض، في تصريح ل"الأيام24″، أنه رغم استثناء قضية الصحراء إلى حين، خلال المحادثات الهاتفية، ومادام هناك حوار بين وزير الخارجية الأمريكية والمغربي، فإن ذلك يظهر ضمنيا استمرار هذه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في مسألة الاعتراف بمغربية الصحراء، ثم أن الأمر يتعلق بخريطة المغرب بصحرائه، لازالت لم تتغير أثناء إدارة ترامب وفي عهد بادين، ولهذا التوجه قد يكون لصالح العلاقات المتميزة بين واشنطن والرباط، ناهيك هناك قريبا ستكون هناك مناورات الأسد الإفريقي، هذا يعطي مؤشرات قوية، أن بايدن لن يتراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب بشأن الصحراء.
وأضاف أكضيض، أن "الولاياتالمتحدة تجنبت إدراج ملف الصحراء في المحادثات الهاتفية بين توني بلينكين وناصر بوريطة، رغبة منها لتترك القرار السيادي لترامب، ولم تلغي قنصلية الداخلة، حيث هناط ملفات تشغلها حاليا خاصة الصين وروسيا وأفغانسان وإيران.
ورغم أن بيان الخارجية المغربية أو تغريدة توني بلينكين، لم يحمل أي إشارة إلى موقف إدارة الرئيس جو بايدن، من قرار اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، لكن موقع "أكسيوس"، كشف أن وزير الخارجية الأمريكي، أبلغ نظيره المغربي ناصر بوريطة، خلال المحادثات الهاتفية، أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد لن تتراجع عن قرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب، بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، حاليا.
وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن قرار التراجع عن الإعتراف يثير قلق إسرائيل مؤكدا أنه سيضر بعملية استئناف العلاقات مع المغرب، وهو الأمر الذي لن تقدم عليه الإدارة الأمريكيةالجديدة.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن "اعتراف ترامب بمغربية الصحراء، عكس سياسة أمريكية استمرت لعقود فيما يتعلق بالنزاع المفتعل حول الصحراء ، وكان جزءًا من صفقة أوسع تضمنت استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، معتبرا أن قرار الولاياتالمتحدة في دجنبر الماضي كان بمثابة اختراق دبلوماسي طال انتظاره للمغرب، كما كانت المملكة قلقة من إمكانية التراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، بمجرد تولي بايدن منصبه.
واعتبر الموقع الأمريكي، أن إسرائيل أعربت عن قلقها من أن عكس السياسة سيضر بعملية استئناف العلاقات مع المغرب. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مساء الجمعة، أن ناصر بوريطة ،أجرى محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، حيث نوها المسؤولين بالشراكة الاستراتيجية الصلبة والدائمة، القائمة بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عقود.
وبحث المسؤولان أيضا، وفق البلاغ، القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل. وفي هذا الصدد ، أشاد بلينكن "بالدور الذي يضطلع به المغرب في تحقيق الاستقرار في منطقة موسومة بالاضطراب".
وبخصوص الاتفاق الثلاثي الموقع في 22 دجنبر 2020 بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل والمغرب، رحب بلينكن باستئناف الاتصالات الرسمية بين المغرب وإسرائيل، مشيرا إلى أن هذه العلاقات ستكون لها منافع على المدى الطويل، وأكد على "الدور الرائد والعمل ذي المصداقية الذي يقوم به المغرب من أجل الوصول إلى سلام دائم في الشرق الأوسط".
وخلص البلاغ إلى أن المسؤولين أشادا بالاحتفال هذا العام بالذكرى المئوية الثانية لإهداء السلطان مولاي سليمان مبنى المفوضية الأمريكية في طنجة للولايات المتحدة، والذي يعد مثالا على الأبعاد المتعددة للشراكة الاستراتيجية المغربية الأمريكية الطويلة الأمد.