script class="teads" type="litespeed/javascript" data-src="//a.teads.tv/page/213289/tag"="true" أكادير24 | Agadir24 في إطار الجامعة القروية محمد خير الدين، وأثناء مهرجان تيفاوين الذي أقيم في أزرو واضوم ،نظمت ندوة هامة تحت إشراف الباحث في الثقافة الأمازيغية أحمد عصيد. تناولت هذه الندوة قضية محورية تتعلق بدور الهجرة في التنمية الاقتصادية، وركزت بشكل خاص على القيم المرتبطة بالمهاجرين بين وطنهم الأصلي وبلد المهجر. قدّم عصيد عرضًا تناول فيه العلاقة بين المهاجرين وبلدهم الأصلي، مشيرًا إلى فقدان الجيل الثاني والثالث من المهاجرين للارتباط العميق بوطنهم الأم مقارنة بالجيل الأول. كما تناول الأثر السلبي لضعف هذا الارتباط، المتمثل في تفشي ثقافة التطرف العنيف بين الأجيال الجديدة من المهاجرين. وأوضح عصيد أن الثقافة الأصلية قد تكون عاملًا مهمًا في تعزيز العلاقة بين الأجيال الجديدة ووطنهم، فضلاً عن كونها صمام أمان يحميهم من الأيديولوجيات الدينية العابرة للقارات التي تروج للإسلام المعولم. ركزت الندوة أيضًا على مهرجان تيفاوين الذي ينظم في المناطق القروية بتفراوت والواد لافالي، حيث يشكل مهرجانًا أصيلًا يسلط الضوء على فنون الرقص الجماعي والفنون المرتبطة بالفضاء القروي. وأشار عصيد إلى أن المهرجان يعمل على إلغاء الصورة الفلكلورية المشوهة لهذه الفنون، والتي أضفى عليها الاستعمار صبغة زائفة. بدلاً من ذلك، يهدف المهرجان إلى إبراز الثقافة الشعبية كما هي، بحقيقتها ومضامينها، دون تحريفها إلى مادة سياحية. كما تناولت الندوة الوضعية الحالية في الأطلس الصغير، حيث عانت هذه المناطق من الإهمال لسنوات طويلة بعد الاستقلال، وهو ما أثّر بشكل كبير على التنمية فيها. ومع دخول الكهرباء والماء وفتح الطرق المتأخرة، كانت القرى قد فقدت جزءًا كبيرًا من سكانها بسبب التهميش الطويل. ورغم جهود المجتمع المدني في دعم التنمية المحلية بمشاريع اقتصادية، يظل الدور الحكومي ضعيفًا في تخصيص الميزانيات الكافية والتفاعل مع احتياجات المنطقة. وتواجه هذه المناطق تحديات كبيرة تتمثل في التهجير وسوء استغلال الموارد الطبيعية، ما يستدعي تغييرًا جذريًا في السياسات الحكومية تجاه الأطلس الصغير. في الختام، أكدت الندوة على ضرورة أن تنظر الدولة إلى هذه المناطق كقيمة ثقافية وحضارية، وتسعى لتقديم الدعم المناسب من أجل الحفاظ على تراثها وتعزيز تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.