كود مورس أو تشفير مورس الذي يحمل اسم مخترعه سامويل مورس، هو ترميز تلغرافي (بمعنى اللغة التي تتواصل بها الأجهزة التلغرافية)، سيُحدث ثورة تقنية في مجال الاتصال اللاسلكي. يعتمد كود مورس على نبضات كهربائية متسلسلة من نوعين فقط: طويلة وقصيرة سهلة الاستعمال ويتم الترميز لها إما بنقطة (.) أوبعلامة ناقص (-). لغة مورس التي اخترعها في 1832 الأمريكي سامويل مورس سهلة الاستعمال وأصبحت لغة عالمية يتم استعمالها في التلغراف والاتصالات اللاسلكية والإشارات المرئية. استعمال كود مورس يتميز بسهولته ونجاعته ويسمح باستعمال عملي ومضمون، وهو ما جعله يدخل مجالات متعددة كالملاحة البحرية والجيوش العسكرية التي تستعمله للتواصل بين فيالقها. في 3 نونبر 1906 ستعتمد المنظمة العالمية للراديو والتلغراف المنعقدة في برلين بألمانيا إشارة طلب الإغاثة SOS بالنسبة للسفن في حالة تعرضها للخطر وتريد طلب النجدة. إشارة تم الاتفاق على إعطائها رمز " …—…" في كود مورس. في فاتح يوليوز 1908 ستصبح إشارة مورس هذه، هي الإشارة المتداولة عالميا لطلب الإغاثة. وستكون باخرة تيتانيك الشهيرة من السفن الأوائل التي استعملت إشارة الإغاثة باستعمال كود مورس سنة 1912 لطلب النجدة قبل غرقها. فبعد ارتطامها بجبل من الجليد، أصبحت سفينة تيتانيك عالقة في المحيط، وحيدة تواجه مصيرها لوحدها. يتواجد داخلها 2223 مسافرا من بينهم 447 امرأة و107 أطفال. أصبح الجميع سجينا في مياه المحيط الأطلسي، يواجه الغرق وخطر الموت. فلم تعد السفينة قادرة على الرجوع إلى لندن نقطة انطلاقها، ولا على مواصلة سيرها نحو وجهتها نيويورك. بعد فقدان الأمل في إصلاح السفينة وإنقاذها من الأضرار التي تعرضت لها بفعل الارتطام بجبل الجليد، لم يبق أمام ربان السفينة سوى استعمال كود مورس لطلب الإغاثة، لعل سفينة في الجوار تلتقط الإشارة، وتأتي للنجدة. كتب عامل التلغراف اللاسلكي في السفينة يوم 15 أبريل 1912 رسالة الإغاثة: "نحن نغرق وتم وضع الركاب في قوارب النجاة". لكن الرسالة لم تصل، وكل ما كان ربان السفينة يمني النفس به، لم يحدث. لم تجد إشارة الإغاثة من يلتقطها، وتأخرت النجدة، فكانت الكارثة في 15 أبريل 1912، مخلفة 1517 شخصا لقي حتفه غرقا ولم ينجو سوى 706 راكب. فتركت لنا رحلة تيتانيك حكايات وأساطير كانت موضوع روايات وكتب وأفلام ما زالت خالدة في أذهاننا. ولو نجحت إشارة الإغاثة في الوصول إلى أقرب سفينة، لعرفت سفينة تيتانيك تاريخا وواقعا آخر. سعيد الغماز