تشهد جهة سوس ماسة كما جهات أخرى بالمملكة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة الحديث عن المخاطر المرتبطة بالسباحة في بحيرات السدود. ويلجأ مجموعة من المواطنين، خاصة الشباب والمراهقون، في المناطق التي لا تتوفر على الشواطئ، إلى بحيرات السدود لمواجهة حرارة الصيف، حيث يعتقدون أن هذه الوجهة هي الخيار المناسب لقضاء لحظات من الاستجمام. وفي ظل تجاهلهم المخاطر التي يمكن أن تنتج عن هذه الخطوة، يتعرض العديد من الضحايا للغرق، لأن قعور السدود تحتوي على كمية كبيرة من الأوحال، مما يجعل الصعود إلى سطح الماء صعبا عند الغرق، وبالتالي تصبح فرص النجاة جد قليلة. وإلى جانب ذلك، يجهل هؤلاء أن السباحة في البحيرات تتطلب جهدا مضاعفا بالمقارنة مع السباحة في البحر الذي تسمح كثافة مياهه للجسم بأن يطفو فوق الماء، وهو ما يزيد من مخاطر السباحة فيها. هذا، وتتزايد مخاطر بحيرات السدود لأن عمق بعضها يتجاوز أحيانا مائة متر، مع وجود تيارات مائية قوية في عدد منها، هذا بالإضافة إلى أن الجنبات غير المهيأة تعيق الولوج السهل إلى المياه. وتساءل هذه الوضعية الجهات الوصية التي وجب عليها التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل التوعية بمخاطر هذه المشكلة ووضع حلول مناسبة لمواجهتها. وتجدر الإشارة إلى أن إقليم طاطا بجهة سوس ماسة هو واحد من النقاط السوداء التي ترتفع فيها حالات الغرق كل سنة، وهو ما تدق الهيئات المدنية المحلية بخصوصه ناقوس الخطر، إضافة إلى مجموعة من المناطق غير المهيكلة التي تتوفر على بحيرات وصهاريج تستهوي الشباب واليافعين.