السياسي يتكون ويتشكل في كنف الأحزاب السياسية، حيث تبرز كفاءته من خلال الحديث والكلام، لقد قال الفيلسوف سقراط: "تكلم حتى آراك"، وهو يعبّر عن أهمية وقوة الكلمات في الكشف عن شخصية الفرد، وعلى نفس المنوال، قال الملك الحسن الثاني رحمه الله: "الرجل السياسي كسائق السيارة عليه أن يرى أمامه ولكن عليه أن يرى في المرآة ليرى ما وراءه، ولكن إذا قضى وقته وهو ينظر في المرآة التي تريه ما وراءه اصطدم بشيء أمامه"… هذه الكلمات تعكس بوضوح أهمية التوازن بين النظر إلى المستقبل والتعلم من الماضي بالنسبة للسياسي. كيف يمكن لرئيس مؤسسة منتخبة أن يصف العفو الملكي بالمصالحة؟ هل يعلم هذا الرئيس أن الملك يمارس حقًا دستوريًا وهو حق العفو؟ وكيف يمكن لمثل هؤلاء المشرفين على التدبير أن يوزعوا المصطلحات دون معرفة المغزى والمعنى الحقيقي لها؟ هل يعرف هذا الرئيس ما معنى المصالحة؟ هل يدرك أن المصالحة تحدث عندما تكون هناك خصومة؟ من الضروري أن تفتح الأحزاب دورات تكوينية خاصة لمنتسبيها قصد إعادة التكوين السياسي، وإلا فإننا سنشهد حوادث سياسية تخلف خسائر فادحة. لا أريد أن أتعمق أكثر في هذه السقطة في استخدام المصطلحات والكلمات، ولكن فقط أود التنبيه إلى أن المنتخب الذي لا يحق له أن يخطئ في مثل هذا الوصف عليه أن يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. إن العمل السياسي يتطلب دقة في استخدام الكلمات وفهمًا عميقًا للمفاهيم والمصطلحات، لأن الخطأ فيها قد يقود إلى سوء فهم كبير وإلى عواقب وخيمة. على الأحزاب السياسية أن تعرف أن منتسبيها يتلقون التكوين اللازم ليتحدثوا بوعي ودراية، لأن الكلمات ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي أداة لتوجيه الرأي العام وبناء الثقة بين القادة والمواطنين. ع.ب/لأكادير24