في مشهد يروي حكاية الإهمال والتهميش، قام مجموعة من المواطنين في منطقة أولاد نومر التابعة ترابيًا لجماعة المعدر الكبير إقليمتزنيت، بترقيع الطريق الرابطة بين قريتهم ومنطقة ماسة بوسائل بدائية وبالإسمنت، في محاولة منهم لتحسين وضعية الطريق التي باتت مصدر معاناة يومية لهم. تأتي هذه المبادرة في ظل غياب الإستجابة الفعالة من الجماعة الترابية لمطالب الساكنة بإصلاح الطريق، حيث أصبحت الحفر والتشققات تعرقل سير المركبات وتتسبب في أضرار لها، ناهيك عن المخاطر التي تتهدد حياة المارة خصوصًا في فترات الليل أو أثناء الظروف الجوية السيئة. هذا، و لم يكن أمام هؤلاء المواطنين خيار آخر سوى أخذ زمام الأمور بأيديهم، بعدما طال انتظارهم لوعود الإصلاح التي لم تتحقق على أرض الواقع، فقرروا شراء الإسمنت وبعض الأدوات البسيطة من مواردهم الخاصة، وبدأوا في عملية الترقيع على أمل تخفيف معاناتهم اليومية وتجنب المزيد من الأضرار. من وحي هذه الواقعة، تطرح تساؤلات عدة حول دور الجماعة الترابية والمجلس الإقليميبتزنيت في تلبية احتياجات المواطنين الأساسية. و تساءل أحد المواطنين، كيف يمكن لمنطقة تعاني من تدهور البنية التحتية أن تجذب استثمارات أو تحقق تنمية حقيقية؟ وما مصير المناطق الأخرى التي تعاني من نفس المشاكل؟ إن ما قام به مواطنو أولاد نومر هو دليل على روح التضامن والمبادرة الذاتية، ولكنه في نفس الوقت يكشف عن غياب دور المجالس المنتخبة في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين. لعل هذه الخطوة تكون جرس إنذار يدق في آذان المسؤولين للتحرك بسرعة والاستجابة لمطالب المواطنين المشروعة فأولاد نومر وغيرها من المناطق تحتاج إلى حلول جذرية وشاملة، وليس إلى ترقيعات مؤقتة.