كشفت تسريبات لبيانات نقاط امتحان الباكلوريا، تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان النتائج، عن وجود شبهات قوية في تلاعب بعض المدارس الخاصة بنتائج طلابها. وتظهر البيانات، فروقًا كبيرة ومثيرة للريبة بين النقاط التي حصل عليها التلاميذ في امتحاني الباكلوريا الوطني والجهوي، من جهة، وتلك التي حصلوا عليها في امتحانات المراقبة المستمرة، من جهة أخرى. وتلعب امتحانات المراقبة المستمرة دورًا هامًا في تحديد النتيجة النهائية للباكالوريا، حيث تُشكل 25% من المعدل العام، إلى جانب 25% أخرى لامتحان الباكلوريا الجهوي، بينما تُشكل امتحانات الباكلوريا الوطنية النسبة المتبقية، أي 50%. ويُعاب على وزارة التربية الوطنية عدم قيامها بعمليات تفتيش كافية على المدارس الخاصة، للتحقق من مدى مطابقة مستويات الطلاب الفعلية مع النقاط التي يتم منحها لهم، خاصة في الامتحانات الإشهادية مثل الباكالوريا. وتثير هذه التسريبات مخاوف كبيرة حول مصداقية نتائج الباكلوريا، خاصة في ظل تزايد ظاهرة "التدريس الخصوصي" وانتشار "المدارس المعزولة" التي يصعب مراقبتها. وتطالب العديد من الأصوات بضرورة فتح تحقيق عاجل في هذه الادعاءات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان نزاهة وشفافية امتحانات الباكلوريا، وحماية حقوق جميع التلاميذ. وتُعد هذه الظاهرة خطيرة للغاية، حيث تُهدد المساواة بين التلاميذ وتُقوض ثقة المجتمع في منظومة التعليم ككل. من المهم التأكيد على أن هذه مجرد ادعاءات لم يتم التحقق منها بشكل رسمي حتى الآن، لكنها تستحق من وزارة التربية الوطنية اهتمامًا كبيرًا وإجراءات حاسمة لضمان سير الامتحانات بصدق ونزاهة.