في الآونة الأخيرة، أصبحنا نشهد تسميات عديدة لمشاريع متنوعة مثل "القطب الرياضي" و"القطب الثقافي" و"القطب الاقتصادي". هذه التسميات ليست مجرد كلمات تجميلية، بل تحمل في طياتها أهدافاً سياسية واستراتيجية يسعى بعض السياسيين لتحقيقها، فهل تسهم هذه التسميات في تحقيق الفائدة المرجوة للمجتمع أم أنها مجرد أدوات للترويج السياسي؟ تسمية "القطب" تهدف إلى إضفاء طابع من الشرعية والأهمية والتخصص على المشروع، مما يجعله يبدو كمحور أساسي للتنمية في المجال الذي يحمل اسمه. "القطب الرياضي" مثلاً يوحي بأنه مركز رياضي متكامل يهدف إلى تطوير البنية التحتية الرياضية وتوفير بيئة مثالية للرياضيين، وبالمثل، "القطب الثقافي" يعطي انطباعاً بأنه مركز ثقافي شامل يسعى إلى تعزيز الثقافة والفنون في المجتمع. ولكن، هل تحقق هذه المشاريع بالفعل الأهداف التي أنشئت من أجلها؟ كثيراً ما تكون هذه التسميات مجرد واجهة براقة لمشاريع تفتقر إلى التخطيط الجيد والتنفيذ الفعّال. السياسيون الذين يستخدمون هذه التسميات يسعون إلى كسب دعم الجمهور وإبراز إنجازاتهم بشكل لافت للنظر، هذه الاستراتيجيات تساعدهم في تعزيز مكانتهم السياسية وكسب ثقة الناخبين، لكنها قد لا تكون دائماً في مصلحة الساكنة إذا كانت هذه المشاريع تفتقر إلى الجودة والاستدامة. من الضروري أن نتساءل عن مدى جدية هذه المشاريع وكفاءتها في تحقيق أهدافها المعلنة، يجب أن نبحث في التفاصيل ونتحقق من مدى جاهزية هذه المشاريع لتحقيق التنمية الحقيقية. التركيز على التسميات الرنانة قد يكون مضللاً إذا لم تكن هناك متابعة دقيقة وتقييم مستمر لهذه المشاريع. النقد هنا لا يعني التقليل من أهمية بعض المشاريع التي قد تكون فعلاً متميزة وتحقق نتائج إيجابية، بل هو دعوة للتأكد من أن هذه المشاريع تُنفذ بطريقة تحقق الفوائد المرجوة للمجتمع. يجب أن تكون الأولوية لتحقيق نتائج ملموسة ومستدامة بدلاً من الاهتمام بالشكل الخارجي والتسميات البراقة. المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً لمتابعة هذه المشاريع والمساءلة لضمان تحقيق التنمية الفعلية والمستدامة، فلنكن واعين بالأهداف الحقيقية وراء هذه التسميات، ولنطالب بمشاريع تعود بالنفع الحقيقي على الساكنة بدلاً من الاكتفاء بالشعارات البراقة. التنمية الحقيقية تحتاج إلى تخطيط دقيق، وتنفيذ فعّال، ومتابعة مستمرة لضمان تحقيق الفائدة القصوى للساكنة.