يشهد إقليمتزنيت حالياً نقاشات حادة حول مشروع "قرية الرياضة والثقافة" الذي أطلقه المجلس الإقليمي مؤخراً. هذا المشروع، رغم أنه يبدو في الشكل مبادرة جيدة لتعزيز البنية التحتية الرياضية والثقافية في المنطقة، إلا أنه أثار العديد من التساؤلات والانتقادات. فالسكان يتساءلون عن السبب وراء إطلاق هذا المشروع الضخم في ظل وجود ملاعب القرب مغلقة، ومراكز سوسيو ثقافية غير مفعلة، بالإضافة إلى مشروع آخر قيد التنفيذ بقيمة 5 ملايير سنتيم يهدف إلى تهيئة مغرسة الزيتون القديمة كمنتزه رياضي وترفيهي، وتشييد ملاعب قرب داخل هذا الفضاء وخارجه. تشير التحليلات الأولية إلى أن هناك احتمالية بأن يكون مشروع "قرية الرياضة والثقافة" مجرد غطاء لتحقيق أهداف أخرى، أبرزها تعبيد الطريق للوصول إلى "القطب العمراني". في هذا السياق، تتزايد الشكوك في ان يكون المجلس الإقليمي في تعاون غير معلن مع جهات مثل المياه والغابات لتحقيق مصالح معينة على حساب التنمية الحقيقية للمدينة. هذ، و في الوقت الذي تحتاج فيه تزنيت إلى تحسين وتفعيل المنشآت الرياضية والثقافية القائمة، يتساءل السكان عن الحكمة من إطلاق مشاريع جديدة دون معالجة المشاكل الحالية. فالعديد من ملاعب القرب تعاني من الإهمال والإغلاق، والمراكز السوسيو ثقافية تكاد تكون غير مفعلة، مما يجعل الإستثمار في مشاريع جديدة أمر غير منطقي في نظر الكثيرين. مشروع تهيئة مغرسة الزيتون القديمة، الذي يتضمن إنشاء منتزه رياضي وترفيهي وملاعب قرب، يمثل في حد ذاته استثماراً كبيراً يجب أن يحظى بالإهتمام الكامل لضمان نجاحه. ومع ذلك، يبدو أن التركيز على مشروع "قرية الرياضة والثقافة" يشير إلى وجود أجندات خفية تهدف إلى تحقيق مصالح محددة، بدلاً من تلبية احتياجات السكان الفعلية. في هذا الإطار، يتطلع سكان تزنيت إلى مزيد من الشفافية والتوضيحات من الجهات المعنية حول الأهداف الحقيقية وراء هذا المشروع. و هل هناك فعلاً خطة شاملة لتطوير البنية التحتية الرياضية والثقافية في المدينة؟ أم أن الأمر يتعلق بمصالح اقتصادية وعمرانية لا تخدم بالضرورة المصلحة العامة؟ ينبغي على المجلس الإقليمي أن يقدم توضيحات شاملة وتفصيلية حول المشروع، وأن يضمن مشاركة المجتمع المدني في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتنمية. الشفافية والمشاركة المجتمعية هما أساس تحقيق تنمية مستدامة تلبي احتياجات سكان تزنيت بشكل فعلي وتحقق العدالة في توزيع الموارد والاستثمارات. عبدالله بن عيسى لأكادير24