تم تسجيل وفيات في صفوف الحجاج المغاربة، مقابل التزام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لصمت القبور، حيث لم تصدر أي بلاغ حول وضعية المغاربة، ولا عدد الوفيات المسجلة، خاصة بعد أن انتشرت أخبار تؤكد وفاة العشرات من الحجاج هذا الموسم. و أشارت الصباح إلى أن أخبارا رشحت أن الوفيات كانت بسبب كبر السن والأمراض المزمنة، وحالة الطقس المتميزة هذه السنة بالحرارة المفرطة، مضيفة أن الأرقام تضاربت بخصوص الوفيات المسجلة. و تحدثت مصادر عن وجود مفقودين وتائهين, إذ ساهمت مواقع الدردشة الجماعية (واتساب)، في ارتباط مجموعات من الحجاج وتداول المعلومات حول أعضاء كل مجموعة يسيرها مؤطر، حيث تحدث أقارب حجاج عن سوء معاملة المؤطرين، وعدم تجاوبهم مع النداءات المبثوثة في المجموعة، وأيضا عن المكالمات المباشرة للسؤال عن فرد تائه، أو لم يلتحق بالمجموعة لأسباب مجهولة. وأشارت المصادر نفسها ة إلى أن ما عاشه الحجاج الجمعة والسبت الماضيين، ساهم في تأزم الوضعية الصحية لعدد من الحجاج المغاربة، سيما الذين لم يجدوا مأوى بمنى، لعدم كفاية الخيام والأسِرّٓة، والذين أجبروا على البقاء عرضة للشمس، والنوم في العراء أو بين الممرات، إذ ظل حجاج ينتمون إلى منطقة الحي الحسني بالبيضاء، يوجهون نداءاتهم في المجموعة المخصصة للتواصل بين أعضاء المجموعة التي تضم خمسين امرأة ومؤطراتهن، إلا أنها كانت دون جدوى، بل أشارت مصادر من المجموعة نفسها إلى أن المؤطرة المكلفة بهن، عمدت إلى حجب عدد من النساء بدعوى أنهن أرهقنها بالاتصالات الهاتفية. وفي هذا السياق، تم منع نساء من المجموعة ذاتها من ولوج الخيمة دون سبب يذكر، ورغم استفساراتهن عبر المجموعة نفسها، إلا أنهن لم يتوصلن بجواب، إذ ظللن يحملن حقابهن وينتظرن دون جدوى، حيث أرسلت تسجيلات للدردشة إلى ذوي الحاجات، اطلعوا من خلالها على المحنة التي عاشتها قريباتهن، ما خلف استياء عميقا لدى كل من سمع تلك النداءات التي تطالب بمكان للإيواء واتقاء حرارة الشمس. و بحسب المصدر ذاته، فإن عددا من الحاجات المنتميات إلى عمالة آنفا، لم تسلمن من الأسلوب نفسه، إذ عشن لحظات عصيبة، كما تاهت بعضهن بسبب تنصل سائقي حافلات النقل من التزاماتهم، إذ أنزلوا الحاجات بعيدا عن الخيام، تاركينهن عرضة للحرارة المفرطة والمشي للوصول إلى المكان المخصص لهن. وبلغ عدد الحجاج المغاربة لهذا الموسم 34 ألف حاج، 15 في المائة منهم مسنون، أعمارهم فوق 82 عاما، كما أن درجات الحرارة عرفت ارتفاعا غير مسبوق.