وجد عدد كبير من الحجاج المغاربة أنفسهم مجبرين على افتراش الأرض، أمس الجمعة، خلال يوم التروية في مشعر مِنى، قبل الانتقال إلى عرفات، بسبب عدم توفر خيام الإيواء، وهو ما خلف غضبا في صفوفهم. ووفق معطيات حصلت عليها هسبريس، من مصادر مهنية مغربية في قطاع وكالات الأسفار، فإن قضاء عدد من الحجاج المغاربة يومهم في العراء يرجع إلى عدم توفير شركة سعودية كُلفت بتدبير مخيمات إيواء الحجاج في منى ما يكفي من الخيام. وأكد هذا المعطى مدير وكالة للأسفار من السعودية بقوله: "حين جئنا لإيواء الحجاج في منى لم نجد الخيام، واتصلنا بوزارة الحج السعودية، ووعدوا بإيجاد حل، لكن لم تتم تسوية المشكل، واضطر الناس لافتراش الأرض". وذهب المتحدث ذاته إلى وصف الظروف التي قضى فيها عدد من الحجاج المغاربة يوم التروية في مشعر منى ب"الكارثية"، مضيفا: "الحجاج كيعرفونا غير حنا (يقصد مسؤولي وكالات الأسفار)". وأشار المهني ذاته إلى أنه موازاة مع المعاناة التي تكبدها الحجاج بسبب غياب الخيام عانى أرباب وكالات الأسفار من جهتهم، "بسبب تشتت الحجاج لأن كل واحد كان يبحث عن مكان ظليل يأوي إليه، ما صعّب مأموريتنا في التنظيم"؛ على حد تعبيره. من جهته قال مدير وكالة للأسفار بمدينة أكادير إن وكالات الأسفار المغربية تعاقدت مع الشركة السعودية "رواف منى"، عن طريق الكونفدرالية الممثلة لها، في أول تعاقد من نوعه، على أساس أن توفر كل ما يتعلق بإيواء الحجاج وإطعامهم، في منى ومزدلفة وعرفات، "فإذا بنا نفاجأ حين حللنا بمنى بعدم وجود الخيام". وأفاد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، بأن عدم توفير الخيام للحجاج كما جرى الاتفاق عليه مع الشركة المتعاقد معها أحدث بلبلة في صفوف الحجاج، إذ تزاحموا على الخيام القليلة المتوفرة، فيما بقي مَن لم يعثر على مكان "مليوحين في الشارع"، على حد تعبيره. وأشار المصدر ذاته إلى أن حجاج التنظيم الرسمي يعيشون أيضا في الوضع نفسه، لأن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تعاقدت مع الشركة نفسها التي تعاقدت معها وكالات الأسفار السياحية؛ في حين لم يتسنّ نيل رد من الوزارة الوصية. وأردف المهني نفسه: "ما يقلقنا أكثر هو كيف سيكون الوضع بعد انتهاء يوم عرفات، والعودة إلى منى، حيث سيمكث الحجاج ثلاثة أيام"، ذاهبا إلى القول: "سيكون الوضع كارثيا عندما يريد الحجاج نزع ثوب الإحرام، لأن الناس لن يقبلوا بفعل ذلك في العراء، إضافة إلى أن الحرارة وصلت اليوم إلى أربعين درجة".