وأخيراً التقى المجرمان على أرضيّة خريطة المغرب وشكّلا بذلك ثنائيّاً استثنائيا قبل يومين مع امتياز خاص بالجنيرال شنقريحة الذي تزايد على رفيقه نتانياهو بتلوين المنطقة المبتورة في خريطة رفيقه نتانياهو عبر ما يفهم من ذلك أنّه علم لجمهورية تيندوف.. كان ذلك أثناء افتتاحته لندوة حرب العقول بمقر وزارة الدفاع الوطني بالجزائر.. وكما تابع الجميع كان هذا الجنيرال العجوز واقفا بالمنصة وراء خريطة للدول المحيطة بالجزائر تظهر علم دولة طفيليّة تفصل بين المغرب و الشقيقة موريتانيا.. وهي سابقة على امتداد هذا النزاع المفتعل مع هذه الدولة منذ المقبور هواري بومدين إلى الآن..وحتّى في أقصى حالات التوتر والإصطدام المباشر بين الدولتين لم تنزلق الأمور إلى مستوى إستنبات دولة وهمية بأقاليمنا الجنوبية كما فعل هذا العسكري العجوز وبخطورته التي لا تكمن أصلاً في تغيير معالم الجغرافيا بالصحراء المغربية كما قد يتوهّم العسكر هناك ومن يدور في فلكهم من أصحاب القرار السياسي بالجزائر.. أبداً.. فخريطة شنقريحة الملونة من هذه الزاوية تعتبر لا حدث بالمرّة.. وقد تكون قريبة إلى تحقيق حلم ولو على الورق العجوز أفنى عمره في تحقيق ذلك على مستوى الواقع والميدان مع تجربة الأسر لدى الجيش المغربي لمرّتين.. اتركوا الجنيرال يلعب بالألوان فوق خريطة ورقيّة لإطفاء غصّة المغرب في حلقه قبل أن ينام.. قريبا بعدها بثوانٍ تتبخّر الخريطة ذاك نهاية المشهد هناك الذي بدأ مع نهضة بركان وانتهى بمقر وزراة الدفاع الجزائري كلوحة معلّقة بجدرانها دون أن يكون هناك عاقل واحد من الحاضرين لندوة حرب العقول بأن ماقام به هذا العجوز يدين الجزائر وسط العالم ويعزز مرة أخرى دورها المحوري كطرف في تمديد هذا النزاع الإقليمي بالمنطقة.. بل يمكن اعتبار هذا التلوين تجاوز خطير في حق مواثيق الأممالمتحدة التي لا تعترف بأية دولة فاصلة بين المغرب وموريتانيا..هو تزوير مفضوح في حق الخرائط والحدود بين الدول كما هو معترف به داخل أروقة هذه الهيئة الأممية هو ضرب مباشر لرئيس الدولة الجزائرية نفسها ولتصريحاته مؤخرا بمقر نفس الوزارة : "أن الشعب الصحراوي كان فيه الشبان و اليوم في أعمارهم 45 سنة، ازدادوا في المخيمات... خلاص، فقدوا الأمل، بغاو يفوتوا للعنف، أحنا ما نقبلوش ليهم العنف، و لكن لازم على الأممالمتحدة أن تقوم بدورها" حسب هذه الفقرة هل كان الرئيس تبّون يقصد بالأممالمتحدة العجوز شنقريحة وانطلق بسرعة إلى أجرأة قراره بتلوين الصحراء المغربية بذاك العلم الوهمي.. قد يكون الأمر كذلك مادام العقل يناقش في حضرة الأغبياء الفاشلين في تحقيق خبثهم اتجاه وطننا وطيلة أكثر من ربع قرن كما جاء في نفس الفقرة أعلاه للسيد الرئيس مؤكداً وبعظمة لسانه بأنّ غالبية ساكنة تيندوف هم من الذين ولدوا في اللجوء و الشتات،وكأنّه بهذا الاستنتاج يتقاطع من حيث لا يريد مع الأطروحة المغربية التي تؤكد أن نصف اللاجئين الصحراويين بتندوف من مواليد إما جزائرية أو أزوادية أو موريتانية... امام هذه المعطيات ومن داخل الجزائر نفسها ما ذا تجدي خريطة شنقريحة غير التسلية عليها أو التسلية بها.. فاتركوا الجنيرال يلعب من فضلكم.. فالشفقة كما في حالته واجب شرعيّ واخلاقيّ.. أتركوه يلعب حتّى ينسى أن خريطته الملونة مرفوضة بقمة كوريا – إفريقيا وابعدوا عنه البيان المشترك المغربي الياباني.. مرورا بقمّة الصّين هي آسيا كلّها تعرف ان الگويرة آخر نقطة جغرافية مغربية على زرقة المحيط الأطلسي.. اتركوا الجنرال ينام لأول مرة بهدوء مع لعبته ففي ذلك رحمة لنا ولغيرنا.. وشقاء وحزن وشفقة لشعب الجنرال يوسف غريب كاتب /صحافيّ Your browser does not support the video tag.