كما كان منتظراً.. هاهي دولة شنقريحة تعود من جديد إلى استئناف مسلسل إتهام المغرب كلّما حققت بلدنا تقدّماً ملموساً في قضيتنا الوطنية الأولى آخرها البيان المشترك بين المملكتين الجارتين والذي ما إن غادر رئيس الحكومة الإسبانية عاصمة الرباط حتّى أطّل علينا الوزير الجزائري عمار بلاني يوم السبت بتصريحاته المثيرة والمضحكة في آن الوقت... لتتركز موجة الأخبار يوم الأحد بالجزائر وبعض المنابر الإسبانية عن عملية اعتداء المغرب بقصفه لشاحنتين مدنيتين قرب الحدود الجزائرية – الموريتانية.. ليلتحق مكبر الصوت والناطق الرسمي باسم الجنيرال نزار وتوفيق المسمى بن سديرة في سهرة امس الإثنين معتبراً هذا الإعتداء بمثابة فخ لجر الجزائر إلى الحرب.. محذرا الشعب الجزائري مما سمّاه بالعدوان الثلاثي ( المغرب الإمارات إسرائيل).. لذلك كان طبيعيّاً أن تختم هذه اليوميات التى بدأت منذ يوم السبت ببيان رسمي لوزير خارجية دولة شنقريحة مساء اليوم حول الموضوع نفسه.. وقبل التفصيل في مجمل ما جاء فيه تجبرنا الذاكرة إلى استحضار سيناريو مماثل قبل أشهر تقريباً صدر على إثره آنذاك بيان رئاسي أخطر ما جاء فيه أن ذاك الإعتداء لن يمرّ بدون عقاب.. ونحن في قاعة انتظار ذاك العقاب.. تعاد نفس الحكاية لكن باسم الخارجية هذه المرّة وبلغة تراجعت فيه كل مفردات العنترية والإستعلاء وتضخم الذات.. إلى لغة الاستنجاد بالمجتمع الدولى لمعاقبة المغرب باعتباره دولة إرهاب بقتل الأبرياء من ثلاث دول عمداً وبأسلحة متطورة خارج حدوده.. هي خلاصة البيان – صكّ التهمة.. هي أيضاً خلاصة للجبن والخوف والارتباك الذي تعيشه الطغمة العسكرية هناك حتى أنها لا تستطيع أن تسمي تلك الدول الثلاث التى استهدف الإعتداء رعاياها حيث جاءت الصيغة كما يلي : ( أدانت الجزائر بشدة عمليات الاغتيال الموجهة باستعمال أسلحة حربية متطورة من قبل المملكة المغربية. خارج حدودها المعترف بها دوليا، ضد مدنيين أبرياء رعايا ثلاث دول في المنطقة) .. وما دام هذه الدول الثلاث مجهولة ونكرات حسب البيان.. فما الذي جعل دولة شنقريحة تحشر أنفها في ما لا يعنيها.. مادام الأمر لا يتعلق بمدنيين جزائريين.. وإذا كان الأمر عكس ذلك لماذا لم يتم التصريح بذلك كما في البيان الرئاسي قبل أشهر.. أكثر من هذا متى أصبحت الجزائر تتكلم باسم دول الجوار ونيابة عنها.. كل هذه البياضات توحي بأن النظام الجزائري كأي غريق يعتبر كل شيء ولوخيط عنكبوت فرصة لإنقاذ من هذه العزلة السياسية والتهميش الدولي.. في نفس السياق يحمل البيان أيضاً تدليساً وتزويراً للحقائق التاريخية وجغرافية الحدود بين المغرب ومحيطه الشرقي – الجنوبي.. فالعالم كلّه وبمنظماته الأممية يعترف ويعرف بأن حدود المغرب في اتجاه الصحراء تحدّه دولتان الجزائر وموريتانيا لاغير.. والى الأبد.. والحديث في البيان عن ثلاث دول هو إقحام لجمهورية الوهم.. واعتبار المنطقة العازلة منطقة محررة خاصة بالمدنيين.. ولنفرض جدلاً.. أين ذهبت جرأتكم في تسمية هذه الدولة الوهمية داخل البيان.. لماذا تسترتم وراء رقم ثلاث.. وبصيغة النكرة.. بل هو تعبير عن إحساسكم بالهزيمة وفشل مشروعكم وفك جوقة حلفاء الأمس عنكم آخرها استصدار إسبانيا لخريطة المغرب كاملة إلى حدود الگويرة وبمياهها الإقليمية.. وبالرغم من كل ذلك تبقى الإيجابية الوحيدة في هذا البيان هي إدخال الطمأنينة إلينا كمغاربة وأنت تشير إلى امتلاك بلدنا ترسانة من الأسلحة المتطورة والدقيقة.. لأننا لم نذق طعم النوم منذ البيان الرئاسي الذي هددنا قبل أشهر.. وما سمعناه من محللين عسكريين استراتيجيين جزائريين الذين اختلفوا فقط في عدد الساعات التي يحتاج إليها الجيش الجزائري لإحتلال الرباط.. بعد هذا البيان.. تيقنت بأن بجوارنا نظام من نمط جمهورية الموز مارست كل إرهاب الدولة ضد شعبها أوّلاً جعلته يعيش وسط مثلث الرعب ( خنشة حليب – الزيت – السميدة) دولة الإرهاب هي من أرسلت طائرة رئاسبة لاستقدام جنيرال متابع بجرائم حرب بمحاكم سويسرا.. دولة الإرهاب من ارسلت مجرم حرب للعلاج بتزوير هويته خوفا من المتابعة.. هي كل الكتب والتقارير التى دوّنت جرائم العسكر خلال العشرية السوداء.. هي دولة على رأس قيادته العسكرية رجل بتاريخ سفاح اسمه شنقريحة.. هي غيرها المغرب الذي أشاد به تقرير «مؤشر الإرهاب العالمي» لسنة 2022.. وفي مقال متصل بقلم المختص في المجال «سيزار أ.فيلاسكيز»، والمسؤول عن (مكتب برنامج مكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا) التابع بدوره ل (مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب) أشاد بالفوائد الجمة التي ستتلقاها إفريقيا من التطور الواضح والمهم في سياسات مكافحة الإرهاب في المغرب والتصدي له، وما تمثلها من أهمية كبيرة لصالح إفريقيا.. ولا عزاء للحاقدين.